الاحتباس الحراري والجهود الأردنية الإغاثية
خولة كامل الكردي
13-08-2021 12:02 AM
ادى انتشار الحرائق في مناطق مختلفة من العالم الى تفحم واتلاف مساحات واسعة من الغابات ونزوح اعداد كبيرة من الناس لتلافي خطر تمدد الحرائق. وقد ابدى الاردن استعداده لمساعدة الدول التي تضررت جراء اتساع رقعة الحرائق لتشمل مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية ووصولها الى احياء سكنية قريبة من تلك الاراضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وشدة الرياح واللذين نتج عنهما التهام النيران اعدادا كبيرة من الاشجار واتلاف المزروعات والغابات ونفوق اعداد من الحيوانات.
لم يأل الاردن جهدا فقد قدم المساعدة لتركيا في اخماد الحرائق التي امتدت الى مساحات شاسعة من الاراضي والغابات والاحراش. وهذا يدعونا جميعا الى طرح سؤال عن جدوى الاجراءات العالمية التي اتخذت لمحاربة تلك الظاهرة وعلاج اسباب التقصير في وضع حد لارتفاع درجات الحرارة بسبب النشاطات الصناعية التي تنبعث منها الابخرة والغازات السامة وهما السببان الرئيسيان لتلوث الهواء وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكرة الارضية، وتعد المسبب الاول في موجات الحرائق التي تندلع في كل فصل صيف والفياضانات والسيول التي تجتاح مناطق كثيرة من العالم.
ان عقد المؤتمرات العالمية للتباحث حول قضية الاحتباس الحراري قد لا تجد صداها لدى الكثير من الدول الصناعية الكبرى والتي يقع على عاتقها المسؤولية الاكبر في ارتفاع درجات الحرارة وعدم اتخاذ خطوات جادة في هذا الشان فالربح المادي هو الهاجس الاهم لديها! والكرة الارضية تعاني من اضرار خطيرة جراء الفيضانات والسيول والاعاصير واندلاع الحرائق.
والاردن وهو جزء من منظومة دولية يسعى بكل ما اوتي من قوة للتذكير بظاهرة الاحتباس الحراري وضرورة ايجاد حل عاجل وناجع لها، ويشارك ايضا دول العالم للتصدي لتلك الظاهرة بالتشجيع على الزراعة والحد من التصحر والمحافظة على الغابات والاراضي الزراعية من التعدي عليها او القطع الجائر للاشجار وصيانة مصادر المياه من التلوث والعبث البشري فيها اضف لذلك تحدي ارتفاع نسبة البخر للمياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث بات الاحتباس الحراري خطرا يداهم دولا عديدة في العالم ويهدد حياة ملايين البشر على الكوكب الاخضر!
والاردن بدوره يقدم المساعدات الانسانية للدول التي تضررت من الحرائق او اي كوارث طبيعية بسبب الاعمال البشرية غير المسؤولة عن صحة الارض والحفاظ على الطبيعة فيها، ليبقى الاردن على الدوام البلسم الذي يطيب جروح الاشقاء والاصدقاء على حد سواء وفي كل مكان.
(الدستور)