الاخبار الصادرة عن وزارة التربية والتعليم تشير أن الوزارة سوف تعلن الاسبوع القادم نتائج الثانوية العامة ، حيث سيعقد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور "محمد خير" أبو قديس عند الساعة العاشرة من صباح الاثنين مؤتمرًا صحافيًّا في مركز الوزارة لإعلان نسب النجاح وأسماء الطلبة الأوائل ، فنحن الان في حالة ترقب لهذه النتائج التي يتوقع ان تكون ضمن النسب العادية كما هو كل عام ، بل وأفضل بإذن الله تعالى ، لتسدل الستاره عن هذا الباب ، وتطوي صفحة وتنطلق صفحة جديدة في مشوار العمر التعليمي لابنائنا الطلبة ، ولننتهي من مرحلة حملت معها الكثير من التحديات ، التي تغلبنا عليها بهمة الشرفاء من ابناء هذا التكوين التربوي العتيد ، متجاوزين كل المعيقات والعقبات التي رافقت ذلك والمتعلقة بامن الامتحان وصحة ابنائنا الطلبة ، خاصة مع خطورة الوضع الوبائي بتمحوراته العديدة ، وتأثيره على المستويات التحصيلية للطلبة ، وما كان من مضاعفة للجهود التي بذلت من اجل ضمان الإجراءات الكفيلة بالتقليل قدر الإمكان من مخاطر تلك الأزمة ، فكان من الضرورة بمكان الاخذ بالاعتبار كل الضغوطات والتأثيرات النفسية التي كان قد تعرض لها ابناؤنا ، لذلك فقد اتخذت وزارة التربية والتعليم قرارات خاصة "بامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة" لهذا العام وبتوجيهات مباشرة من وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي ، وذلك للتخفيف على الطلبة ، خاصة في التعامل مع طبيعة الامتحان البنيوية ، فما قامت به وزارة التربية والتعليم من إجراءات استثنائية ومعالجات احصائية ، جاءت بأعلى درجات المهنية والاحترافية وبما هو لمصلحة الطلبة .

اما وقد انتهينا من هذا الاستحقاق الوطني واقتربنا من الإعلان عن النتائج ، فالضرورات تستدعي مراجعة عامة وشاملة لكل الاجراءات والخطط وتقييم التجربة من مختلف جوانبها والتاشير بوضوح لنقاط القوة وتشخيص نقاط الضعف والبناء عليها في تجاربنا القادمة ، كما ويجب أن ننظر إلى تعب القائمين على العملية الامتحانية ونثمن كل جهودهم الطيبة ، ومدى حرصهم على استدامة العمل وضمان حق الطلبة ، والعمل على توظيف كل الإمكانيات لهذه العملية ، بالاستعانة بكافة الكوادر الفنية التي عملت ما بوسعها وتحدت مختلف الظروف بهمة ومسؤولية الجميع ، فالشكر الموصول لادارة الامتحانات والاختبارات بكافة كوادرها ومنسوببها .

اذن ، ونحن في حالة ترقب للنتائج ، هذا الحدث الذي هو محط انظار واهتمام افراد الاسر الاردنية في كل عام ، لا يسعنا إلا ان ندعو أولياء الامور الى التعامل مع النتائج باتزان وواقعية ، وعدم التركيز على معدل الأبناء وتجاهل قدراتهم ومدى استعدادهم وجهدهم الذي بذلوه للتحضير للامتحان ، فهم جيل التحدي والاصرار ، فالدراسات التي سبق وأجريت في الأردن والمتعلقة في امتحان التوجيهي تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين والسبب الرئيس في هذا التوتر هو الخوف من الامتحان ومن الأهل ومن المجتمع ، لذلك نجد ان تخوفات الطلبة متمثلة في كيفية مواجهة المجتمع إذا كانت معدلاتهم تخالف توقعات الأهل ، فالامتحان للأسف الشديد اصبح تنافس اسري بين الأهل والأقارب بدون مراعاة للفروق الفردية للطلاب ، وأصبح معدل الأبناء في الثانوية هو المهم وهو المعيار للتنافس ، دون الالتفات إلى قدرات الطلاب العلمية او توجهاتهم ورغباتك المستقبلية ، وفي هذا أتوجه الى الأهل ( اباء وامهات واخوة واخوات واقارب وجيران ) أن لا يظهروا علامات التوتر ، وبعد إعلان النتائج ، ومهما كانت النتيجة، حيث تقع على عاتق الجميع مسؤولية تشجيع الأبناء على تقبل النتائج ، وإشعارهم بان نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد وتعب وحصيلة ما قدموه ، اضافة الى البعد عن مظاهر الغضب والتوتر واللوم والاضطراب ، واجراء المقارنات مع الاقران ، هذه السلوكات تدفع الابناء للاحباط والتوتر والغضب والانفعال ، فالطلبة مختلفون من حيث الفروقات الفردية في الدراسة والتحصيل والذكاء والاستعداد للامتحان ، اضافة الى ما قد توفر لهم من جو اجتماعي ونفسي وتعليمي ، فكل ذلك كان له الاثر الكبير في عملية التحصيل وعلى الأهل مراعاة ذلك من كل النواحي .

اما الطلبة انفسهم ، وهم محور الاهتمام ، فاني ادعوهم ان يتعاملوا مع النتيجة بواقعية والبعد عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفهم الحظ في النجاح ومراعاة شعور زملائهم الطلبة الذين لم يحالفهم النجاح او ممن لم يحصلوا على معدلات ضمن توقعاتهم وحساباتهم ، وهؤلاء الذين انصحهم بعدم المبالغة في الحزن والندم فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف فدورة الحياة لا تنتهي ، ولنجعل من هذا الامتحان عبرة للدورة القادمة ولبذل المزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة.

ونحن نبعث برسائل التهنئة لطلبتنا الأعزاء ، لا بد من التأكيد عليهم وعلى اولياء امورهم ضرورة الالتزام بتعليمات الامن العام لان هناك جملة من الإجراءات والخطط الأمنية والمرورية المشددة بالتزامن مع إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة ، والتي تتضمن منع التجمع والاحتفال ، حفاظا على سلامة المواطنين وإنفاذ أوامر الدفاع بحق المخالفين ، اضافة لتكثيف الانتشار الامني والمروري في كافة محافظات المملكة لضبط المخالفات المرورية الخطرة المرتبطة بالتعبير الخاطئ عن الفرح .

بقي ان نشكر السادة اولياء الامور على تحملهم وصبرهم كما ونتمنى لفلذات اكبادنا ابائنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة الموفقية والنجاح ، فأنتم أصحاب الهمة العالية وبإرادتكم ستحققون طموحاتكم .

قلوبنا معكم وعقولنا دائمة التفكير بكم ونحن على ثقة أننا سنحصد ثمرة تعبنا وتعبكم وجهودنا وجهودكم معا لنفرح سوية عند إعلان النتائج .

مسك الكلام .. مبروك لمن سينجح وهاردلك لمن لم يحقق النجاح.

والله ولي التوفيق