وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

لا أبالغ اذا قلت اننا نعاني من أزمة أخلاقية تنعكس بدورها على جميع مناحي الحياة وهي اشبه بمرض السرطان الذي يضرب عضوا في جسم الإنسان وينتشر ليدمر الجسم كله ويقضي على مناعته ومن ثم يفقده الحياة.

الحياة بلا اخلاق لا معنى لها ولا وجود وازمة الأخلاق تعصف بالانتاج وجودته وتعصف بالعلاقات الاجتماعيه فتدمر السياسة والاقتصاد والثقافة وجميع جوانب الحياة وتخلق آلاما واوجاعا لا علاج لها وتنعكس على تطور المجتمع ورفاهيته.

يضيق العيش عندما يكثر الكذب وسوء الامانة والغش والتدليس والخداع وشهادة الزور وحصر التفكير في المصلحة الذاتية والانتقاص من حقوق الآخرين والاعتداء على حرياتهم وعدم احترام القانون والتجاوز على القيم الأصيلة.

ومما يؤسف له ان ترى الكذب والغش والخداع يمارس على أعلى المستويات وادناها وان تصبح هذه الصفات لصيقة بشخصيات الناس ويمارسونها باعتياد ويعدونها جرأة وذكاء وإنجازا ليصلوا إلى مبتغاهم.

نحن أحوج ما نكون إلى إعادة بناء المنظومة الأخلاقية بنية صادقة وعزيمة متناهية حتى لا تقع المحاذير.

وربما يكون وضع مساقات للأخلاق تدرس في المدارس والجامعات والمعاهد لتكون نقطة انطلاق حقيقية للتطور والتقدم وان يصار إلى توظيف دور الإعلام في هذا المجال ومن ثم صياغة القوانين الناظمة لشؤون الحياة وتفعيل الحساب والعقاب لكل من يخترق منظومة الأخلاق.

الحياة بمظاهرها المختلفة تبنى على الأخلاق واحترام القانون وبغير ذلك يسود التخلف والذل والمهانه.