انتشار الكورونا بين اطفال امريكا معضلة حقيقية
الدكتور فايز أبو حميدان
12-08-2021 11:14 AM
أدرجت صحيفة نيويورك تايمز قصة طفلة تدعى صوفيا بعمر 12 عاماً من ولاية فلوريدا أصيبت مؤخراً بالكوفيد 19 وأدخلت على اثره المستشفى واستطاعت مغادرته بعد عدة أيام معافاة .
ان الارتفاع العالمي في حالات الكوفيد 19 وخاصة من سلالة دلتا والتي بلغت نسبة الإصابة بها 60% من اجمالي الحالات أدى الى تصاعد المخاوف من جديد بل ودفع الكثير من الحكومات للتراجع عن إجراءات الانفتاح وفك الاغلاقات التي كانت مقررة ، ففي أمريكا تم تسجيل اكثر من 100 الف حالة يومياً خلال الأسبوع الماضي وارتفع عدد حالات الإصابة بين الأطفال ليتجاوز 200 حالة يومياً . وهذا ما جعل الأمور تزداد سوءاً وتعقيداً كون الأطفال في أمريكا يعانون من زيادة الوزن ونسبة اكبر من المصابين بالسكري وضغط الدم مقارنة مع أطفال في دول أخرى .
تعتبر أمريكا من الدول المثالية في نسبة التطعيم حيث تم تطعيم اكثر من 320 مليون نسمة ، وهذا ما جعل إمكانية التنقل دون ارتداء كمامة امر مسموح به لعدة أسابيع وتم اعادته لاحقاً .
وتصدرت أمريكا العالم في بدئها بتطعيم الأطفال من سن 12 عام حيث حصل ما يقارب 20 % منهم على المطعوم بجرعتين ولكن الفترة الأخيرة لوحظ ازدياد في اعداد الإصابات بين الأطفال والشباب وخاصة الغير مطعمين ، وهذا ما دفع شركة فايزر- بيونتيك لإجراء دراسات جديدة حول إمكانية إعطاء المطعوم لسن مبكر قبل 12 عاماً ، حيث ستقوم هذه المجموعة بعد انتهاء الدراسات بتقديم طلب جديد لمؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية FDAمن اجل الحصول على موافقة للسماح بإعطاء المطعوم لجميع الاعمار ولكن لن يتم ذلك قبل حلول فصل الشتاء القادم.
الاعتقاد المطمئن والشائع بين الناس بأن الأطفال محصنون ولديهم مناعة جيدة وان اصابتهم بفيروس كورونا تكون خفيفة ليس صحيح مئة بالمئة، فالأطفال ليسوا في مأمن من الإصابة بالعدوى وخاصة اذا تواجدوا في بيئة ينتشر فيها فيروس كورونا المستجد. ولكن المتحورات الجديدة للفيروس قد تكون اشد فتكاً ومقاومة للأجسام المضادة مما سيؤدي الى التحايل وتجاوز نظام المناعة القوي .
كما ان الأطفال الغير مطعمين اكثر عرضة للإصابة بالكوفيد 19 وذلك كون مسألة التقارب الاجتماعي لديهم يصعب السيطرة عليها وخاصة في المدارس ورياض الأطفال ، بل ان عملية ضبط الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات وسبل الوقاية تعد أكثر صعوبة . كما ان اصابتهم لها ابعاد نفسية واجتماعية وسياسية اكثر وقعاً من إصابة كبار السن بل وربما تكون المضاعفات اصعب وطويلة الأمد لديهم.
وفي هذا السياق أود التنويه لمسألة هامة وهي بداية العام الدراسي الجديد والعودة للتعليم الوجاهي في المدارس والجامعات في ظل أزمة فيروس كورونا وبالتزامن مع ظهور موجة جديدة ومتحورات وسلالات غامضة ، حيث يجب وضع بروتوكول صحي ووقائي لتجنب تفشي فيروس كورونا بين الطلبة والتحقق من الشروط الصحية والاعتبارات الواجب توفرها داخل المدارس والجامعات والتشديد على تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتدابير الوقائية كالتعقيم وارتداء الكمامات وتوزيع الطلاب في الغرف الصفية بشكل يحقق التباعد بينهم وتهوية قاعات الدراسة بشكل دائم ، وقياس درجة حرارة الطلاب يومياً واجراء الفحوصات السريعة للأطفال .