في السينما، كما في الحياة، هناك تشابه بين سلوك الأفراد، بعض الأفراد.
تنظر من حولك فتجد "كائنات" ترتضي أن تقوم بدور "الكومبارس" الذي يتبع "البطل" وأحيانا لا يفعل شيئا الا بعد أن "يغيب" البطل الرئيسي.
منهم "انتهازيون" و «أفّاقون» يمارسون «أدوارا» لا تقربهم من البطولة، وإن كانت تحقق لهم شيئا من مصالحهم.
وكما في الأفلام، نجد «الكومبارس» صامت أي أنه يؤدي ما يطلبه منه الآخرون وفي فترة محدودة ثم يختفي ربما الى آخر الفيلم.
وتظل الأضواء تطارد «البطل» الأساسي.
وعن مثل هؤلاء يقول خبراء السينما "الكومبارس" هو : الشخصية ذات الدور الأقل من الثانوي بالأفلام أو بالمسلسلات وعادة من من يمثلون دور «الكومبارس» لا يأثرون على دور الفيلم فقط لكي يقال فلان ظهر بالفيلم أو المسلسل، ويأتي عكس «الكومبارس» «الكركتيرات» أي الشخصيات المهمة في الفيلم أو المسلسل ويلعب دور البطولة أو له تأثير على مجرى الفيلم أو يشكل بصمة بالفيلم.
«الكومبارس» ينتظر الفرصة. فهو «قنّاص» يراقب من بعيد، وإذا ما أحسّ أن هناك مشكلة قد حدثت، مثل غياب البطل او اختلاف مزاج البطلة تجاه البطل الرئيس، فإن «الكومبارس» يستغل الفرصة ويدخل "على الخط" ليظهر ويستعرض، وكأنه أصبح البطل.
وعندما تعود المياه الى مجاريها، أو حين يرضى المخرج عن البطل، يتم التخلص من «الكومبارس» الذي عادة ما يحصل على "الفتات"، بعكس البطل الرئيسي.
وخرجا عن الشكل التقليدي لهذا الـ «الكومبارس«، جاء المخرج نبيل المالح بفيلم يحمل نفس العنوان. ولكن المخرج ينتصر لل «كومبارس» الذي يؤدي دوره في الفيلم الفنان بسام كوسا وذلك في منتصف التسعينيات.
الفيلم عبارة عن كاميرا مسلطة على عاشقين في شقة.
«هي أرملة شابة تعمل لتعيل نفسها، وهو عامل ميكانيكي يهوى الفن ويعمل في المساء كـ كومبارس في المسرح القومي. والشقة التي يلتقيان فيها، بقدر ما تعزلهما عن العالم الخارجي، بقدر ما تكشف حتمية انتمائهما اليه وارتباطهما به. فالشقة التي تحتضن عزلتهما، من ناحية مبدئية، تعكرها بين الحين والآخر زيارة بائعة أو طلّة مباغتة من رجال المخابرات. حيث نجد ان سالم» الكومبارس» بدأ يعيش حريته، فيقوم بأداء أدواره المسرحية، متحولاً من مجرد «كومبارس»، الى شخصية رئيسة أمام متفرجته الوحيدة « ندى / الفنانة سمر سامي». ومن متلعثم في الحياة العادية الى فصيح منطلق في خطابه. ولهذا الانقلاب، دلالة نفسانية لا يخفى بعدها السياسي. فالتلعثم انعكاس للاستلاب وتعبير عنه، ويأتي التخلص منه دليلاً على توصل الشخصية الى تحرر معين.
هذا في الفيلم السوري. أما في الواقع، فثمة إختلاف بين « كومبارس» السينما وبين من نجدهم يتبعون حركة الآخرين، ويتصيدون «غيابهم« ليظهروا كأبطال غير حقيقيين.
يقول مثل روسي «من خُلق ليزحف لا يمكن أن يطير».
و«الكومبارس».. كذلك!!.