كان واضحاً وجود سمات متشابهة وأخرى مختلفة وعوامل تقارب وتباعد بين الأردن والعراق، منذ تكوين إمارة شرق الأردن، كما وبذلت الجهود لتوحيد الدولتين خلال القرن الماضي، وبعد تتويج الملك فيصل بن الحسين على عرش العراق عام 1921م، اذ بدأت العلاقات الأردنية العراقية تتسم بطابع الود والاتفاق، فقد أيد الملك فيصل استقلال حكومة شرق الأردن عام 1923م وحاول الأمير عبدالله بن الحسين 1933م- 1935م، أن يوجد نوعاً من التحالف بين القُطرين. وسارا على سياسة التفاهم المشترك.
هذا إلى أن تم إعلان الاتحاد العربي بين المملكتين الهاشميتين الأردنية والعراقية في عام 1958م، بسبب الموقف القومي الأردني من الحرب العراقية الإيرانية، التي وقف فيها العراق يدافع عن البوابة الشرقية للوطن العربي، وعن حقه في استعادة مياهه الإقليمية في شط العرب. وازدادت أواصر العلاقة السياسية والشعبية بين القُطرين بعد أزمة الخليج والعدوان الذي تزعمته الولايات المتحدة إلى جانب ثلاثين دولة أخرى؛ حيث أصبح الأردن الرئة الوحيدة التي تنفس بواسطتها العراقيون. وأصبح الأردن منذ العام 2003 قبلة للعراقيين، بينما توجه آلاف الطلبة الأردنيين الى العراق للدراسة في جامعاتها وبمنح مالية كافية.
دعم الأردن بقيادة الملك حسين العراق، وأصبح ميناء العقبة الأردني والطرق البرية بين الأردن والعراق خط الإمداد الرئيسي طوال ثماني سنوات من تلك الحرب، وفي المقابل، حصل الأردن على النفط من العراق بأسعار أقل.
ويتجه حجم الصادرات الأردنية للعراق حاليا إلى الارتفاع، إذ ارتفع حجمها بنسبة 43.8 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، وبقيمة 83.7 مليون دولار شهريا. ومن أهم السلع التي يستوردها الأردن من العراق سماد اليوريا والحديد ومشتقاته، ومواد كيميائية، والألمنيوم ومشتقاته، والتبن والقش.
أما أهم الصادرات الأردنية إلى العراق فتتمثل في مواد الحليب والخضار والفاكهة والسمن النباتي والمشروبات الغازية والاسمنت والكوابل، ومستحضرات الغسيل وزيوت التشحيم والبلاستيك وسماد فوسفات الأمونيا.
(الرأي)