اننا نفر إلى وطننا ولا نفر منه مهما كانت الأحوال والاهوال فحبه مغروس في قلوبنا ومزروع في صدورنا ويحدونا الأمل لنرى وطننا أجمل واكمل وابهى ولا يكون ذلك الا بإخلاص أبنائه اليه وحسن انتمائهم وتشبثهم به وايلائه جل العناية والرعاية وعيش آلامه وآماله.
الذين يخططون للوطن ويقيمون مشاريعه ومصانعه ومنشآته بعيدون كل البعد عن ملامسة الواقع المرير وغائبون عن مشاكله وتائهون في بحار لجية يغشاها موج من فوقه موج وهم في واد ومصلحة الوطن في واد آخر.
لا أدري كيف ينشئون دائرة حكومية ضخمة خدماتية على الشارع العام مباشرة دون مواقف لسيارات المراجعين مما يسبب ازدحاما مروريا وإغلاقا للشارع ولا يكاد المراجع يجد مكانا للوقوف وما يترتب على ذلك من الاختناقات المرورية وحوادث السير ومن ذلك داذرة الأحوال المدنية وقصر العدل وغيرها على سبيل المثال لا الحصر.
وكيف تقام صالات الأفراح على الطرق الرئيسة التي تربط المدن ببعضها دون فسحة للشارع الذي يكتظ بالسيارات التي تغلق الطريق وتتسبب في الحوادث المروريه ودون إيجاد مواقف.
وكيف توضع المطبات غير المنتظمة في الشوارع بأسلوب عشوائي وبكثرة متناهية دون مبرر لوجودها وتتسبب في تخريب السيارات وحدوث الاكتظاظات وحوادث السير.
وكيف تعبد الشوارع بطريقة ملؤها الغش والخداع وتمتلأ بالحفر والادراج وعدم الانسيابية.
ولماذا لا تقام مواقف للسيارات في الشوارع العامة حتى نضع حدا للاصطفاف العشوائي والمزدوج بدلا من التسابق لتسجيل المخالفات من قبل رجال المرور فالاصل معالجة السبب لا وضع العربة اما الحصان.
هذا غيظ من فيض وهذه الفوضى مستمرة دون أن يحرك احد ساكنا او يحاول معالجة المشكلة ودون ابداء اي اهتمام ولا ادري لمن يتركون هذه المعاناة.
العيون مغلقة والاذان صماء والمعضلة قائمة ولا حول ولا قوة الا بالله ولا حياة لمن تنادي.