أخي المرحوم الدكتور أنور البطيخي
نهاد البطيخي
10-08-2021 08:59 AM
يذكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ منيراً .. وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ
وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي.. عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي
وما يبكون مِثلَ أخي، ولكن.. أُعَزّي النفسَ عنه بالتَأَسِّي
أقف عاجزةً وحائرةً بماذا سأبدأ من كلمات تليق بالمقام الرفيع والتواضع الجم والدماثة في الأخلاق بحق شقيقي المرحوم بإذن الله الأستاذ الدكتور أنور البطيخي " أبوعامر".
شَغِل المرحوم رئاسة الجامعة الهاشمية وعميداً لكلية الدراسات العليا والبحث العلمي وعميداً لكلية الزراعة في الجامعة الأردنية ولا نعده إلا جبلاً راسخاً وقمة سامقة، علماً وأدباً، ومواقف، آثاراً وتربية.
كان المرحوم من علماء الأمة بحق، وفخر للأردن أن يكون منها هذا العَلَم، نفخر به بين العلماء قديمهم وحديثهم، فإسهاماته وآثاره تدل على عميق فهمه، ورحابة رأيه، وصدق عزمه، وعلو فضله، وحسن منهجه.
هو المربي الحنون، والعالم المتنوع في تخصصه، خاض غمار العلم رغم الصعاب، ونال أعلى الدرجات فاستحق التقدير، آثاره مشهودة، وأفضاله غير معدودة، وقلوبنا بفضله للعلم مشدودة، هو الأب الحاني، والمربي المتفاني، عزمه في البحث بلا كلل، وجهده في العلم بلا ملل.
كان بيته مدرسة بل جامعة، وكان في الجامعة ركناً ومعقلاً، كان مرجعاً وموئلاً، كان مدرسة جامعة للحكمة والعلم والأخلاق والغيرة على الأمة وأحوالها، وكان خارج الجامعة للناس نعم الموجه والمربي، لم يؤثر عنه أنه جامل في الحق، أو تراجع في مبدأ، أو تردد في موقف، اللهم إلا أن يكون إلى الحق.
كان أخي الرجل الصادق الصدوق مع نفسه وأهله وعشيرته ومع جميع من عرفه ومع محبيه حيث كان يرحمه الله الرجل الذي يعمل بصمت دون سعي لمنفعة شخصية او لنفاق ينتظره لأنه تسامى فوق كل الأهداف الشخصيه التي يسعى الكثيرون لنيل البعض منها ..وبلغو من العمر عتيا .. كان شعاره في الحياة من تواضع لله رفعه وكان أنموذجا مشرفا في العمل والعطاء دون مقابل لهذا العمل والعطاء .. كان المرحوم يبذل جهود انسانية ويتابع قضايا اجتماعية ويشارك في اصلاح ذات البين ويعتبر إصلاح ذات البين بالنسبة له عبادة..
لقد أسرتنا بنبلك وطيب أخلاقك طيباً وميتاً يا دكتور أنور كانت سيرتك الحسنة معطرة بالمسك والعود وترجل الفارس اليوم عن صهوة جواده..وآن له أن يستريح..
يعرف عن الدكتور أنور أنه لم يجامل في الحق في أي موقف من المواقف، علمياً وسياسياً وفكرياً، ولا أملك بعد فقد شقيقي إلا أن أقول ما قيل من روائع الرثاء:
وقبرت وجهك وانصرفت مودعا
بأبي وأمي وجهك المقبور
فالناس كلهم لفقدك واجد
في كل بيت رنة وزفير
عجبا لأربع أذرع فى خمسة
في جوفها جبل أشم كبير
رحمك الله يا دكتور أنور رجل الاصلاح والمحبة والسلام الطيب بإنسانيته وكرمه ولطفه وذكره وسيرته وسريرته الخالدة .
طبت حياً وميتاً يا أبا عامر، نشهد أنك أديت الأمانة بما تجود به نفسك قدر ما استطعت وزيادة، رحمك الله يا أخي الحبيب وأسكنك الله الفردوس الأعلى من الجنة.
شقيقتك التي لا ولن تنساك..
الأستاذة الدكتورة نهاد البطيخي مديرة مركز تنمية وخدمة المجتمع
الجامعة الأردنية
إنا لله وإنا إليه راجعون