تجويد التعليم .. سيخرجنا حتما من عنق الزجاجة!
ناديا هاشم العالول
09-08-2021 11:51 PM
ترى هل ستلعب الكورونا لعبتها محوّلة التعليم الوجاهي الى افتراضي مرة اخرى علما بان وزارة التربية والتعليم تؤكد على عودة للتعليم الوجاهي في المدارس في الأول من أيلول/سبتمبر، مشيرةً إلى إجراء اللازم من صيانات للمدارس واستعدادات وكوادر مشْرفة ومعلمين ووضع الخطط المناسبة.
والحقيقة ان الغرض من كتابة المقالة ليس لمناقشة الوجاهي او الافتراضي ولا الفاقد التعليمي الذي تأثر نتيجته الطلاب اثناء تلقي التعليم «أون لايْن» مما خلق حلقة مفقودة بين ما تعلّمه الطالب على أرض الواقع وما ينبغي أن يتعلّمه وضرورة تعويضه..
علاوة على انتقال 130 الف طالب من المدارس الخاصة للحكومية لعدم قدرة الأهل على دفع الأقساط نتيجة التردّي الاقتصادي الكوروني ولا عن حملة المطاعيم وضرورة الالتزام والوعي فقد كُتِب فيه الكثير ونوقش الأكثر ولكننا سنتناول الموضوع من وجهة نظر أخرى تتعلق بمدى جودة مناهجنا واساليب تدريسنا.. لان تجويد التعليم سيمده بتنمية مستدامة صالحة لكل زمان متحدية الكوارث والأوبئة.. أستمدها من عنوان الورقة الملكية النقاشية السابعة بتاريخ 15 نيسان 2017: «بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة».. وهنا مربط الفرس!
فالأهم هو الارتقاء بالتعليم من الممارسات الحالية الى الممارسات المرغوبة من خلال الاحتذاء بالنموذج «الفنلندي» الأول على العالم حيث تصل فيه ساعات الدوام الى «اربع ساعات يوميا» مستخدمين التفكير الناقد الذي يسهّل على الطالب التقاط المعلومة من اي مصدر وفهمها سواء افتراضيا او وجاهيا.. الخ فأهم مميزات التعليم في فنلندا أنه يُركز بشكل أساسي على"العمق في المضمون» المدروس، بدلا من «زيادة المضمون والتعامل معه بسطحية».. فجلالته يطالب بتجيير » أحدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير، والفهم لا التلقين، وتجمع بين العلم والعمل، والنظرية والتطبيق، والتحليل والتخطيط، وتفتح آفاقا رحبة أمام أبنائها، ليتفوقوا في كل مادة، وينْبغوا في كل فن أو مهنة أو حرفة».
لكن للأسف كثيرا ما يتم وضع المنهاج وتجريبه لسنوات ثم تدريجيا تظهر الثغرات فيه وتتفاقم بسبب اساليب التعليم المعتمدة على التلقين والحفظ معطلين التفكير الناقد هذا بزمن «ما قبل الأوبئة» فما بال زمننا المتقلب المتغيّر إذ كيف سيتابع الطلاب الدراسة بظل وباء متحور يتمحور حول معاداة البشرية وتعطيلها..
ولهذا ما أحوجنا الى الإطلاع على النماذج الناجحة لاختيار الأفضل منها كالنموذج الفنلندي الذي بنت فنلندا عليه هويتها القومية منذ القرن ال19 من خلال الاستثمار في التعليم للجميع، وعندما حققت استقلالها كان الهدف الأساسي هو تطوير التعليم بشكل أكبر..
فلماذا لا نحتذي به بجعل الدوام بالمدارس الحكومية 4 ساعات «صباحية» واخرى مثلها «بعد الظهر» ليتسنّى لكل الطلاب الدراسة «وجاهيا» بدلا من تقسيم الأسبوع الواحد بين وجاهي وافتراضي..
القضية لا تتطلب من مسؤولينا أفكارا خارقة، بل تتطلب منهم فقط استنساخ التجارب الناجحة لتلك الدول التي شقّت طريقها إلى المستقبل ووفرت الرفاه والسعادة لشعبها، وتطبيقها بما يتناسب مع بيئتنا الأردنية، لنرتقي بمجتمعنا عبر تجويد تعليمي يتطابق والورقة النقاشية السابعة بحذافيرها..
وهي مربط الفرس!
(الرأي)