يا سبحان الله! ما أسرع ان تتحرك الأمم المتحدة وأمانتها العامة لشن هجوم مجلجل على أي جهة كائنة من تكون يمكن ان تمس امن إسرائيل أو مصالحها، بحق او بغير حق..فما ان اطلق صاروخ كاتيوشا او اثنان من الأراضي اللبنانية على مستعمرة كريات شمونة الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، حتى سارع السيد غير بيدرسون الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى القول ان ذلك يشكل خرقا خطيرا للخط الأزرق.. وان التحقيق في هذا الحادث لا بد منه..
اما السيد جان باتيست ماتيي المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فقد سارع الى القول :ان بلاده تدين بشدة إطلاق صاروخين على مدينة كريات شمونة في شمال إسرائيل!!..
اما اللجنة الرباعية برئاسة سولانا فحدث ولا حرج!!..
نعرف تماما ان الولايات المتحدة الاميركية وكل من بريطانيا وفرنسا وحتى ألمانيا منحازة انحيازا مطلقا لإسرائيل... وتدعم وتساند سياستها العنصرية الاستعمارية والتوسعية على حساب الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية.. وهي متحفزة لمواجهة كل ما يمكن ان يمس أطماع إسرائيل، في حين أنها تغمض عيونها وتتعمد عدم رؤية ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات او انتهاكات لأراض وأجواء ومياه لبنان الشقيق.. وما تمارسه حكومة اولمرت من اعتداءات وحشية وفاشية على أبناء فلسطين وعلى أطفالهم، وما تقوم به من عمليات تدمير للمدن والمنشآت المدنية ومن هدم للمنازل والمشافي والمدارس ولبيوت العبادة، ومن سفك يومي لدماء المدنيين العزل وعمليات اغتيال ضد قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية..
منذ وقف الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان الشقيق في تموز الماضي، وإسرائيل تنتهك حرمة الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية بصورة يومية وعلى مرأى قوات اليونفيل وبعلم الأمم المتحدة وأمينها العام، وبعلم واشنطن والعواصم الأوروبية وكل دول وشعوب الدنيا،لكن لم نقرأ أو نسمع أو نرى ان جهة من هذه الجهات كلها أدانت هذه الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على لبنان وعلى أمنه واستقراره..
ثم ان جميع هذه الجهات على علم بما تفعله ملايين القنابل العنقودية التي زرعتها الطائرات الإسرائيلية في أراضي جنوب لبنان،والتي يذهب ضحيتها العشرات من أبناء وأطفال لبنان، ولم توجه أي إدانة أو استنكار أو حتى مجرد لوم لإسرائيل.. وعندما دمرت إسرائيل في عدوانها الهمجي في تموز الماضي على لبنان آلاف المنشات المدنية الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية والدينية ودمرت عشرات القرى الجنوبية وقتلت وشردت الآلاف من أبناء وحرائر وأطفال وشيوخ لبنان وخلقت كوارث مأساوية غير مسبوقة هناك، فقد حظي هذا العدوان الإسرائيلي غير المسبوق ببشاعته ووحشيته وبانتهاكه ومجافاته لجميع القيم الإنسانية والحضارية، بدعم اميركي وفرنسي وبريطاني سياسي وعسكري سافر ومفضوح....
اما آن الأوان لصحوة ويقظة عربية؟!!.. اما آن الأوان لتحرك عربي ولمبادرة عربية جريئة وصريحة تجمع فيها العواصم العربية على موقف موحد وعلى قول واحد لواشنطن ولندن وباريس بأنها عواصم معادية تاريخيا لامتنا ولقضاياها العادلة؟!!..