الهجرةُ النبويةُالنائب يسار خصاونة
08-08-2021 05:03 PM
صعد الرسول عليه السلام إلى تلّةٍ في مكة ونظر إلى ربوعها لا مودّعاً لكن راحلاً عنها لعودة قريبة ثم قال : والله إنك أحبُّ أرض الله إلى الله ، وإنك أحبّ أرض الله إلى نفسي ، والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ، أحببتُ أن أبدأ حديثي عن الهجرة بهذا الخطاب من رسولنا الكريم لأقول، نعم ، خرج من مكة مرغماً بعد أن قال له أهلُها هذا ما وجدنا عليه آباءنا عليه من عبادة الأصنام المختلفة ، فلا تحاول أن تغيّر ثقافة سنين طويلة عشناها ، وفي الحقيقة أن سادة قريش كانوا يخافون من فقدان السلطة الاجتماعية والاقتصادية والدينية فأبدوا المعارضة وخيّروه بالخروج هذه صورة الرحيل عن مكة ، والآن صورة العودة كيف كانت ؟ فحين عاد الرسول قائداً نبيّاً لم ينتقم منهم وهو القادر على ذلك لكنه بدأ بالعفو عنهم ، وكلنا يعلم أنه بدأ بالعفو عن الضعفاء وعامة الناس حين قال من دخل بيته فهو آمن ، هذا الدرس الأول بالعفو ثم قال من دخل الكعبة وهي عنده بيتُ الله فهو آمن وأخيراً قال ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ، وقد كان أبو سفيان قد آمن بالله ورسوله ، وأبو سفيان كما نعلم هو سيد قومه فأراد له خيراً مع أهله ، وحين دخل المدينة المنورة باستقبال غريب وبغناء يليق به .. طلع البدرُ علينا ، رأينا أن أول فعل فعله هو المؤاخاة بين المهاجرين وأهل المدينة ، وهذا درسٌ علينا أن ننتبه إليه ، فكما رضي أهل المدينة بدين محمد فعليهم أن يستقبلوا المهاجرين كإخوة في الدين وهذا ما أراد رسولُنا ترسيخه على مدى الزمن ، فقد تجبرُ الظروف في كل الأزمان أشخاصاً كما جبرته على الرحيل من أرضهم وبلاده فعلى أهل البلاد التي تستقبل أن تفعل ما فعله الرسول والأنصار مع المهاجرين وهذه سنّةٌ نبويّة لا مِنّةَ فيها ولا تعالي ، درسان من الهجرة النبوية ، العفو والمؤاخاة فعلينا أن نستوعب هذين الدرسين. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة