facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الهجرةُ النبويةُ


النائب يسار خصاونة
08-08-2021 05:03 PM

صعد الرسول عليه السلام إلى تلّةٍ في مكة ونظر إلى ربوعها لا مودّعاً لكن راحلاً عنها لعودة قريبة ثم قال : والله إنك أحبُّ أرض الله إلى الله ، وإنك أحبّ أرض الله إلى نفسي ، والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ، أحببتُ أن أبدأ حديثي عن الهجرة بهذا الخطاب من رسولنا الكريم لأقول، نعم ، خرج من مكة مرغماً بعد أن قال له أهلُها هذا ما وجدنا عليه آباءنا عليه من عبادة الأصنام المختلفة ، فلا تحاول أن تغيّر ثقافة سنين طويلة عشناها ، وفي الحقيقة أن سادة قريش كانوا يخافون من فقدان السلطة الاجتماعية والاقتصادية والدينية فأبدوا المعارضة وخيّروه بالخروج هذه صورة الرحيل عن مكة ، والآن صورة العودة كيف كانت ؟ فحين عاد الرسول قائداً نبيّاً لم ينتقم منهم وهو القادر على ذلك لكنه بدأ بالعفو عنهم ، وكلنا يعلم أنه بدأ بالعفو عن الضعفاء وعامة الناس حين قال من دخل بيته فهو آمن ، هذا الدرس الأول بالعفو ثم قال من دخل الكعبة وهي عنده بيتُ الله فهو آمن وأخيراً قال ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ، وقد كان أبو سفيان قد آمن بالله ورسوله ، وأبو سفيان كما نعلم هو سيد قومه فأراد له خيراً مع أهله ، وحين دخل المدينة المنورة باستقبال غريب وبغناء يليق به .. طلع البدرُ علينا ، رأينا أن أول فعل فعله هو المؤاخاة بين المهاجرين وأهل المدينة ، وهذا درسٌ علينا أن ننتبه إليه ، فكما رضي أهل المدينة بدين محمد فعليهم أن يستقبلوا المهاجرين كإخوة في الدين وهذا ما أراد رسولُنا ترسيخه على مدى الزمن ، فقد تجبرُ الظروف في كل الأزمان أشخاصاً كما جبرته على الرحيل من أرضهم وبلاده فعلى أهل البلاد التي تستقبل أن تفعل ما فعله الرسول والأنصار مع المهاجرين وهذه سنّةٌ نبويّة لا مِنّةَ فيها ولا تعالي ، درسان من الهجرة النبوية ، العفو والمؤاخاة فعلينا أن نستوعب هذين الدرسين.

قال الشاعر .. لعمرُك ما ضاقت بلادٌ بأهلِها .. ولكنْ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ ، نعم قد يعمُّ الفسادُ في أرض من أراضي المسلمين ، وقد يجد المسلمُ نفسه خائفاً على نفسه ودينه وهو غيرُ قادرً على فعل الإصلاح ولا الإرشاد فيحاول الخروج بقرارٍ أجبر نفسه عليه إلى أرض تحميه مسلماً مهاجراً ، ولنا في حادثة الهجرة إلى الحبشة رخصة في ذلك فحين خاف رسولُ الله عليه الصلاةُ والسلام على بعض الصحابة طلب منهم الهجرة إلى الحبشة كموطن آمن ، وحين تمت له القوة والقدرة على الحماية أمرهم بالعودة ، وهنا نقول إن غياب المسلم يجب أن لا يكون أبدياً بل عليه أن يسعى مع غيره إلى إصلاح أهل وطنه ، وحين يتم الإصلاح عليه العودة لخدمة الوطن والدين الذي آمن به ، هذا ما فعله نبيُّـنا محمد عليه السلام ، فلم يرضى البقاء خارج وطنه وهو العزيز الكريمُ في المدينة بل بقي ساعياً للعودة إلى مكة ليُكمل مشوار الدعوة منها ، ومن الطبيعي أن تكون لنا في نبيّـنا الأسوة الحسنة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :