* تبوأتْ إسرائيل مقعدها في المجلس الأقتصادي الأجتماعي المنبثق من الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة، والذي وصفه السفير الأسرائيلي – جلعاد إردات- بأنه (إنجاز لا يُصدّق لأسرائيل).
* فما هو هذا المجلس: هو أحد مجالس المنظمة الدولية الرئيسية، إنْ لم يكن الرئيس فيوصف بالقلب النابض للمنظمة، والأداة الرئيسيىة لها في سعيها لتحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: الأقتصادية والأجتماعية والبيئة، وهو المطبخ الفعلي لأعداد صيغ القرارات التوافقية، وهو المخطط للمؤتمرات الرئيسية ومؤتمرات القمة فيها، منذ أن أنشىء في (26/6/1945).
* أما تكوينه، فيضم (54) عضواً، يمثلون المناطق الأقليمية الخمس للمنظمة الدولية، ويتجدد منهم (18) عضواً سنوياً لمدة ثلاث سنوات، ويعاد انتخاب الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن بترتيب خاص، إذْ لا يوجد فيه عضوية دائمة.
* ما الذي حصل؟ فقد كانت الهيئة العامة للمنظمة متّهمة من قبل بعض الدول الكبرى بالتحيّز ضد إسرائيل في أي عملية تصويت، لتنقلب الصورة، فالغالبية العظمى كانت إلى جانب إسرائيل (154/193)، أي (154) دولة من عدد أعضاء الهيئة العامة (193)، وهو ما كان مفاجئاً حتى للمندوب الأسرائيلي، وإصدر تصريحه بأن أسرائيل ستكون إضافة نوعية وإبداعية للمجلس.
* لقد استخدمت (مصباح ديوجين) الذي كان يستخدمه مع الشمس الساطعة للبحث عن الحقيقة.. فلم أجد تفسيراً للرقم (57) الذي يمثل الدول العربية والاسلامية، فهناك (39) دولة فقط لم تصوّت لأسرائيل من المجموع العام.
* ما هذا الحدث؟ إنه لأمرّ خطير في تحول الأتجاهات في الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة، فهي بانتخابها لإسرائيل تنقلب على قيم ومبادىء المنظمة الدولية، اذ يعتبر ذلك تأييداً للاحتلال والعنصرية، فإسرائيل دولة محتلة لأراضي دول أخرى بالقوة العسكرية، وقد تكون الدولة الوحيدة التي تمارس الاحتلال المرفوض دولياً، ولكن نظرياً، وتوصف بالعنصرية في تعاملها مع شعب محتل، ومع شريحة أخرى من سكانها، إضافة لقرار المحكمة الدولية التي أدانت جدارا الفصل العنصري.
* فأنتخاب دولة تصِّر على الاحتلال، وتمارس جميع المحرّمات العنصرية.. يمثل إختلالاً في المنظومة الدولية.
الدستور