البطالة .. والموظف الشريك لما لا؟
الدكتور عادل الزيود
07-08-2021 06:57 PM
وصلت البطالة الى مستويات غير مسبوقة وخطيرة ولها تداعيات سلبية على شبابنا في المستقبل، وعلى الاستقرار المجتمعي، الأسباب عديدة التي ساهمت بهذا الوضع وزيادة معدلات البطالة منها الظروف الإقليمية وضعف الإدارات المحلية وكورونا وغيرها، لكن حتى كورونا كان من الممكن ان تكون فرصة كبيرة، فشركة مثل امازون حققت أرباح مذهلة بلغت عدة مليارات، أي ان أرباحها أكبر من اقتصادات بعض الدول! وهذا يستدعي التفكير بان الفريق الاقتصادي وكفاءته له الدور الأبرز بالوضع الاقتصادي، وان ضعف إدارة الملف الاقتصادي وتراجع الاستثمارات خلال الفترة السابقة بحجج واهية ساهم وبقوة بالوضع الحالي الصعب الذي نعيش، وهو السبب الأبرز والحقيقي.
الظروف الحالية وتغيرات طبيعة السوق تستدعي طرح وتنفيذ أفكار جديدة تتماشى مع الظروف الحالية، ويكون فيها تعاون كامل بين القطاع العام والخاص لإنجاح مثل هذه الأفكار الجديدة، الإشكالية أحياناً تكمن في الرفض المبكر لأي فكرة جديدة، وبدون حتى المحاولة او نشر الوعي عنها، لا يمكن حل المشاكل الحالية والمعاصرة بنفس الأدوات التي كانت تستخدم قبل عشرات السنين!
في ظل هذه الظروف لماذا لا يتم تنفيذ او اقتراح فكرة التشغيل وفق مبدأ "الموظف الشريك"، حيث ان السوق يستوعب اعداد كبيرة من شبابنا، وخصوصاً ان حاجة السوق أصبحت واضحة، وهناك حاجة ملحة الى المهارات الشخصية أكثر بكثير من الحاجة الى الموظف التقليدي.
المطلوب فقط هو نشر التوعية عن أهمية دور المهارات في خلق الدخل للشاب من خلال إنجازه، وان المهارات هي التي ستحدد الدخل، في هذه الحالة سيتشجع القطاع الخاص الى التعامل ودعم اعداد كبيرة من شبابنا، الموظف الشريك سيكون لها دور بارز في استخراج طاقات شبابنا في عدد كبير من المجالات منها التصميم والابداع والتسويق وغيرها، وسيكون الدخل مفتوح للشباب، أي ان الموظف هو من يحدد راتبه وكلما كان نشيط أكثر وتعددت إنجازاته كلما زاد دخله، ونصل الى مرحلة الى ان رب العمل لا يحدد الدخل وانما الموظف هو من يحدد ذلك.
القطاع الخاص على الاغلب سيرحب بهذه الفكرة، لسبب بسيط ان أرباحه تضاعفت وازدادت مبيعاته، وبنفس الوقت الموظف ايضاً أصبح يتمتع بدخل عالي وشبه مالك للمشروع بدون راس مال يذكر.
لابد من الخروج من الإطار التقليدي لمواجهة المشاكل الاقتصادية التي تواجه بلدنا والسعي الى الأفكار الغير تقليدية التي تساهم حتماً في التحرك الى الامام واستخراج طاقات شبابنا.