صفتان ذميمتان متلازمتان تعنيان عدم والاكتراث واللامبالاة بالواقع والامكانيات وتحميل النفس اوزارا فوق اوزاراها والوطن اعباء" فوق اعبائه ويترتب عليهما من الكلفة والنفقات ما تنوء الجبال بحملها اذا اوغل المسرفون وتمادى المبذرون.
وهنا لا اريد ان اتحدث عن الإسراف والتبذير الفردي وان كان مشؤوما ومرفوضا الا انه ينعكس على الفرد وحده وربما لا يتعدى لغيره الا فيما قل وندر.
المصيبة الكبرى حينما يقع الإسراف والتبذير ممن هو في موقع المسؤولية وممن هو مؤتمن على مصلحة الوطن ومصالح المواطنين ولا يراعي الا " ولا ذمة ويخون نفسه ووطنه ويحمل الوطن أعباء مادية كثيرة دون احساس بامانة المسؤولية وتتسع داذرة الإسراف والتبذير لتشمل مناح كثيرة يصعب حصرها والاحاطة بها.
فتجد مسؤولا يكثر من الاسفار ليحصل على الميوامات ويحجز في أرقى الفنادق ويطلب طعاما يكفي مجموعة ويتنقل في أرقى المواصلات ويسافر في مقاعد الدرجة الأولى. وتجد من يطرح العطاءات ويختار السعر الأعلى مقابل نسبة له أو للجنة الخاصة بارساء العطاء. وتجد من يسرف في استخدام القرطاسية والأدوات وربما يأخذ شيئا منها لبيته وتجد من يكلف الموظفين خلال ساعات الدوام باعماله الشخصية ويستخدم السيارات الحكومية لحوائجه الخاصه ولا يبالي في الحفاظ على الوقت واستثماره لمصلحة العمل ويغض النظر عن تجاوزات آلاخرين ليسغلهم لخدمة مصالحه الشخصية.
وتجد من يبذر أموال الدولة في رفاهيته واسفاره وملابسه ونفقاته دون حسيب او رقيب او لفتة ضمير.
خيانة الوطن إثم كبير وتجسيد للاثرة وبعد عن نقاء الضمير والادهى من ذلك أن تمر هذه التصرفات دون رقابة او حساب أو عقاب.