لقاءان في القصر الملكي و«الخارجية»
ماهر ابو طير
13-06-2010 04:20 AM
في لقاءين منفصلين ، مع ايمن الصفدي مستشار الملك ، وناصر جودة وزير الخارجية ، استمع رؤساء التحرير والكتاب ، الى شرح مفصل حول قضايا عدة.
اللقاء الاول مع الصفدي كان في "القصر الملكي" واستمر لساعتين ، فيما لقاء جودة كان في الخارجية واستمر لذات الفترة ، او اقل قليلا ، واللقاء الاول تناول قضايا محلية وعربية ودولية ، فيما اللقاء الثاني كان تركيزه على السياسة الخارجية للمملكة ، والقضايا التي تهم الاردن على الصعيد العربي والدولي.
اللافت للانتباه عدة استخلاصات اهمها ان الاردن يرى في قيام الدولة الفلسطينية ضرورة ومصلحة اردنية لاعتبارات كثيرة ، وان الاردن حذّر ويحذّر من ضياع الوقت في هذا الصدد ، خصوصا ، ان ما يجري على الارض يجعل فرصة قيام الدولة الفلسطينية تتضرر مع الاستيطان ومصادرة الاراضي ، وقد نكتشف بعد عام او عامين او اكثر ان المساحات المتبقية لاقامة الدولة الفلسطينية ، باتت قليلة ، وهذا يفسر تحذيرات الملك المتواصلة بشأن قيام الدولة الفلسطينية ، بالاضافة الى التحذيرات من الانفجارفي الوضع الاقليمي ، على اكثر من جبهة.
ثاني هذه الاستخلاصات اعتبار ان الحصار على غزة سقط سياسيا ، ولم يتبق سوى اسقاطه فنيا ، ووفقا لهذه الاستخلاص فأن الاردن لم يمارس اي حصار على غزة ، اذ بقيت المساعدات والمستشفيات تتدفق على غزة ، وعلى الرغم من ان هذا الاستخلاص لا يجيبك حول تفسير سقوط الحصار سياسيا ، الا ان ما يمكن فهمه هو ان تأثيرات الحملة العالمية التي تصدرتها تركيا تركت اثرا حادا ، على الحصار ، وان المهمة اليوم ، ليست "كسر الحصار" بل "رفع الحصار" والفرق كبير بين المفهومين.
ما هو مهم في اطار الشأن الداخلي مايتعلق بضيق الملك من كثرة الاثارات حول ملف الوطن البديل ، والحل على حساب الاردن ، مما يستدعي كل شهر وشهرين ان تحدث مداخلات لتأكيد المؤكد ، وما يقوله مسؤولون انه ليس معقولا كلما خرج اسرائيلي بمقال او اقتراح او بحث تقوم الدنيا في عمان ، وتعود التأكيدات من جديد ، وكأننا بدأنا للتو في التأكيد على ان الاردن لن يقبل اي وصفة على حسابه ، مهما كانت النتائج ، وعلى اي صعيد.
تتم الاشارة هنا الى ان الاردنيين والفلسطينيين لا يقبلون ايضا هذه الوصفات ، مع نقد واضح لطريقة التفكير التي تقول بسهولة تحميل الناس وترحيلهم عبر الجسور الى الاردن ، وكأن لا ارادة لهم ، ولا ارادة للاردن ، ويشير مسؤولون الى انه لم يعد منطقيا ابدا ان نتصرف بهذه "الهشاشة" امام كل قصة تأتي عبر الحدود ، وتضطر الدولة كل مرة ان تخرج لتعيد ذات التأكيدات ، وكأن لا احد يسمع ما قيل قبل شهر او شهرين.
ملفات عديدة تم طرحها حول علاقات الاردن مع بعض الدول العربية ، والقمة العربية الاستثنائية في شهر تشرين الاول المقبل ، وما قاله الملك في خطابه الاخير حول العنف الاجتماعي والعشيرة والوحدة الوطنية والانتخابات ، والاعلام كالعادة يتعرض للنقد ، واذا كان مطلوبا من الاعلام دور فاعل في التعامل مع هذه الملفات ، فقد تم التذكير ان الاعلام مارس دورا اساسيا في التحذير من مضاعفات قضايا وصلنا الى ذروتها هذه الايام.
لم يخل اللقاءان من المعلومات ، والمداخلات حول قضايا محلية ، كنت اتمنى لو نقدر على نشرها ، اذ بعض الكلام للنشر ، وبعضه يأتي بصيغة "الاوف ريكورد".
ما تتأكد منه ان امامنا ستة شهور حساسة للغاية.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)