القضية الفلسطينية شعار سياسي
د. فهد الفانك
13-06-2010 03:52 AM
لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لعدد كثير من الدول العربية، ولكنها كانت وما زالت وستظل القضية المركزية للشارع العربي، وبهذه الصفة أصبحت جاهزة للتوظيف من قبل أطراف متعددة لتحقيق أهداف خاصة لا علاقة حقيقية لها بالقضية الفلسطينية.
بحجة القضية الفلسطينية قام عسكريون في عدة بلدان عربية بانقلابات على الأنظمة الحاكمة، ولكن حكومات الثورة لم تحرر شبراً من فلسطين بل امتد الاحتلال الإسرائيلي.
وبحجة فلسطين قامت انقلابات على الانقلابات، ولم يختلف الحال في قليل أو كثير. فلسطين ظلت أداة سياسية وموجة يسهل ركوبها لأن الرأي العام العربي جاهز ليتعلق بأوهى الوعود. وبحجة فلسطين تم القضاء على الديمقراطية وأقيم حكم شمولي يكتم الأنفاس، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة التي لا وجود لها إلا في محطات الإذاعة.
يبـدو أن الوضع اختلف الآن، فلم تعـد قضية فلسطين أداة تستعملها بعض الأنظمة العربية ضد شـعوبها، بل أصبحت أداة تسـتعمل ضد بعض الأنظمة العربية التي اتضح عجزها وفشـلها في مواجهة التحـدي، وصار مطلوباً من كل جهـة أن تقلع شوكها بيدهـا، فلا جبهة شـرقية، ولا دفاع مشترك، ولا قرارات قمة قابلـة للتنفيذ.
في هذه المرحلة قامت إيران بخطف القضية الفلسطينية وتجييرها لصالحها، ومن هنا قام محمود أحمدي نجاد بإزالة إسـرائيل من الخارطة، ولكن صوتياً وورقياً فقط.
والآن تكتشـف تركيا الجديدة منجماً في القضية الفلسطينية، واستطاعت أن تكسب قلوب العرب الذين يعلقون عليها آمالاً عريضة، مع أنها لم تفعل شيئاً حتى الآن.
حتى الرئيس الأميركي أوباما حاول توظيف القضية الفلسطينية لكسب عقول وقلوب العرب لمساندته في الحرب على الإرهاب ، ولكنه كغيره من الأطراف اكتفى بالخطاب ومقابلات تلفزيونية تغازل المشاعر العربية، دون أن تقدم لها شـيئاً على أرض الواقع.
(الرأي)