كمواطن أردني أمام أي خلل كنت أراه، أو أعيشه، أو أسمع عن ذلك الخلل ليس مطلوبًا مني أن أقف مكتوف الأيدي، وأعمل على تلميع بعض التلوّث الذي شوّه المنظر، وليس مطلوبًا مني أن أخرس قلمي حين أرى بعض الجانحين عن المواطنة الحقّة يسعون إلى إحداث ثقوب في نسيجها حين أصوّب سهام قلمي على أيّ خلل مهما كان، سواءً كان ذاك الخلل علميا، أو مهنيًّا،او تقني فهذا لا يعني أنّي لا أرى إلاّ الجوانب المظلمة السوداء في مجتمعي!، أو أن سطوري لا تعدو عن كونها فقط تصفية حسابات أبداٍ كل ما هنالك أني إنسان يعشق وطنه، وهذا العشق في منظور وطنيتي الخالصة لن يستقيم إلاّ بتمام بناء السلوك الوطني من باب كمال الولاء لهذه الأرض الطيبة الأردن، وهذا حق الوطن عليَّ، كي أنجو بقيمي وأخلاقي من سرادقات الإفلاس الأخلاقي في وطنيتي.. ومن حقي كمواطن أن أرصد واقع مجتمعي إيجابًا وسلبًا ،
نحن بأمس الحاجة اليوم إلى رص الصفوف ونبذ الفرقة والإبتعاد عن النعرات وتجنّب إثارة الخلافات . الخطر الحقيقي على الأمة إختلاف الكلمة في المجتمعات وتنافر إختلاف القلوب ، وتنازُع الأراء.
الفُرقةُ والخلاف سبب كل شرّ ومرض يكدران الصفوف ويبددان الجهود ويقطعان الروابط ويورثان الفشل ويشتتان الشمل ويورثان الأحقاد ٍ لنحفظ ألسنتا ولا نسلطها على بعضنا البعض فلا بدّ من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة والمودة بين أبناء هذا الوطن، وتكون هذه العلاقه مبنيتاً على الإحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات أيّاً كانت عناوينها ولنجتمع على كلمة سواء ونشتغل بالأهم فالأهم وإذا لم نستطع أن نوحد القلوب ونرص الصفوف فلا نكون على الأقل سبباً في شتاتها وإختلافها وشق صفها ونبذ دعاة الفرقة بمعزل عن مكتسبات فردية أو أخرى سياسية أو حزبية ولنلتزم الصمت على الأقل عند حدوث الفتن .. ولنكف عن تناقل الأخبار والخوض المبالغ فيها والتحيز والتصيد و الترصد والتطرف فوالله لن يأتي بخير مطلقا على الوطن فكل ما ذكرت فتن و لن تأتي إلا بوقوع مزيد من الهزائم النفسية والمادية والكره و البغضاء فيما بيننا و ستؤدي بنا في آخر هذا المطاف المظلم إلى مالا نهاية فينبغي لكل أردني حريص على رفعة الوطن ورقيّ الأردن أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب والتقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي إلى مزيد من التمزق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الطامعين حفظ الله هذا الوطن و شعبه ومليكه من كل شر.