بعضُ الظواهر تتكرر أمامنا في مسيرةِ اليوم و تبقى من غيرِ تفسيرٍ سواء بإجازتها كمظهرٍ من مظاهر حرية الفرد أم عدَّها تجاوزاً يُسأَلُ عنه.
منها مثلاً ظاهرة طباعة صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين على نوافذ السيارات و خلفيات الشاحنات مع عبارات إشادة و تمجيد و ترحم. إن كانت حريةً شخصيةً فهل تمتد هذه الحرية لقبول وضع صور من كان ممن يعجب السائق من زعماء أموات أو أحياء لا يمثلون الأردن؟ و يا له من كرنڤال إن حدث! و إن كانت تصرفاً مُتجاوزاً على قانون أو تعليماتٍ رسمية فلماذا السكوت عنه؟ وقد يكون لهذه الظاهرة أسباب أغلبها عاطفية مُعبرةً عن مزاجِ فردٍ لكنه مزاجٌ قد يأخذ بعاطفته وتصرفه لملامةٍ للبلد فنرى سفيراً يحتج لديها وأزمةً ما كانت بالحسبان بدأت بفرد و ما كانت لتصير لولا عدمِ تفنيدها حريةً أو تجاوزاً. مسألةٌ تحتاج تفكيراً.
وبنفس النَفَسِ من المزاجية، ومع تعاطفي مع كل من يقود سيارةً في جو الصيف والرغبة بعزل الشمس و زيادة الظل، فإن تسويد نوافذ السيارات خرج عن معقوليته. كل السيارات منذ سنوات تأتي من مصانعها بتظليلٍ مصنعيٍ مناسب لكن الإصرار على إضافة تظليل زائد بات يدخلُ في خانة الشك من السبب الذي يدفع للتسويد و يساهم في الحوادث. تنتظر الجهات المسؤولة كما قرأنا ليوم تجديد ترخيص السيارة لتنزع السواد و يعود صاحبها له بعد الترخيص! السواد يُثيرُ الشكُ فيمن هو داخل السيارة و كيف يقودها بل كيف تكون لقائد السيارة قدرةَ رؤيةٍ واضحة من وراء السواد. فالأصلُ هو برؤيةِ السائق ومن معه من الخارج و رؤية السائق الواضحة لما هو حوله لأن هذا هو منطق القيادة. مثلاً، عندما أرى سائقاً غير منتبه آخذ حرصي أكثر. و لكن عندما لا أراه فكيف أُقدرُ انتباهه؟ عندها أضعُ نفسي تحت احتمالية الحوادث بشكل أكبر. مسألةٌ تحتاج لحل.
الثالثة هي البيع العشوائي عند إشارات المرور والتقاطعات و بتنوعٍ لا ينمُ عن فرديةٍ في قرار البيع من عازةٍ بل تخطيطاً لما يُعرضُ للبيع من قِبَلِ تاجرٍ يستخدم الشارع معرضاً. فمرةً زهور و ورود و مرةً ألعاب أطفال و مرةً فاكهة الموسم و مرةً قلادات و زينة. شباب و أطفال و كبار سن يطوفون بين السيارات لعرض بضائعهم و الإصرار في بعض الأحيان على البيع ثم ارتباك السير و هم يقطعون الشارع أو تأخيره عند الدفع و انتظار الباقي. موجودون أمام الجميع و لا من يأتي بالحل للارتباك ولا تفسير لهذه الظاهرة وهم ليسوا الحل لبطالة الشباب.