facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نوايا الاصلاح .. والعشر السِمان


د. محمد فخري صويلح
04-08-2021 11:27 AM

على وقع مقابلة دولة الاستاذ سمير الرفاعي مع قناة المملكة، وتصريحه بأن المقام السامي أعطى اللجنة الملكية مهلة لتفعيل مخرجات تحديث منظومة التشريعات السياسية تبلغ 10 سنوات للوصول لمرحلة الحكومات البرلمانية، فقد تسابق رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى صفحاتهم بين ناقد ساخر، وناقد مسيء بتعبيراته حول السنوات العشر، وناقد بموضوعية ومنهجية لهذا الطرح ويطلب توضيحات أكثر شفافية حوله.

ولأن الكثيرين يملكون عصاً سحرية، فقد طالب بعضهم بستة شهور للوصول لهذه المرحلة، وبعضهم طالب بفورية هذا الوصول، فيما اكتفى البعض الآخر بالتشكيك بالمدة والنوايا التي تحيط بها، ولعل شريحة تمتلك بعضاً من الواقعية السياسية - وبعيداً عن كل النوايا السلبية - ترى فيها 10 سنوات سمان تحيط بعملية الاصلاح والوصول لبرلمان حزبي وحكومة برلمانية ناضجة، وفق منظومة ومصفوفة متكاملة من الاحتياجات خلال هذه العشرية المفترضة بحيث تتوجه فيها الإرادات نحو اصلاح حقيقي وشامل وفق رؤية من عشر نقاط:

أولاً: نحتاج تعديلاً دستورياً ناجزاً غير مؤجل ينص على حكومة برلمانية ذات ولاية كاملة وبرلمان حزبي بنهاية السنوات العشر،، يحفظ التمثيل النسوي والشبابي وفسيفساء الوطن الجميلة ضمن قوائمه الحزبية.

ثانياً: نحتاج تحديثاً للمناهج الدراسية،،، المدرسية منها والجامعية بحيث ترفع سوية الطالب سياسياً ،، وتشجعه على العمل الحزبي والانخراط فيه وفق إرادته واختياره ودون محاسبة على فكره ،، ودون أن يمنعه هذا النشاط مستقبلاً من الالتحاق بالمؤسسات الرسمية والخاصة كافة باستثناء المؤسسة العسكرية والتي يفترض فيها الحياد الايجابي عن التعاطي مع أي شأن سياسي أو حزبي.

ثالثاً: نحتاج ممارسة حقيقية من قبل الأجهزة السيادية أن لا تحاسب على الفكر والانتماء الحزبي ،، وأن لا تربط الابتعاث والعمل والسفر بموافقة مسبقة،، وبما يهدد خيارات الأردنيين ويتحكم باراداتهم وتوجههم نحو العمل الحزبي.

رابعاً: نحتاج نشاط حزبياً توعوياً نحو حقيقة العمل الحزبي ،، وجدواه في خدمة الإنسان والوطن ،، وخدمة وحدته وقوته تقوم به الأحزاب ضمن رؤية تنتج صورة ذهنية ايجابية عن العمل الحزبي ،، وتبتعد عن كل الممارسات السلبية المنفرة للمواطنين للانضمام لهذه الأحزاب.

خامساً: نحتاج إعلاماً ومنابر توجيه ،، تُفتح أمام الأردنيين بعدالة ليقدموا آمالهم وأفكارهم وأحلامهم وانتقاداتهم دون رقابة مسبقة ،، ودون محاسبة إلا بنص القانون ،، وبحيث يتاح للإعلام نشر مناخات الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص.

سادساً: نحتاج إعلام دولة ،، ينطق باسم الأردنيين جميعاً ،، و يسلط الضوء على إنجازات الوطن وينقل أوجاعه،، لا إعلام حكومة أو أشخاص أو رغبات.

سابعاً: نحتاج خلال العشرية إلى إعادة انتاج رجالات دولة اكفياء أقوياء مخلصين دون أطماع شخصية،، أو ترضيات أو فئوية ،، همهم الأول والأخير مكانة الأردن ومواطنيه وسلامة استقراره السياسي وقوة اقتصاده وأمنه.

ثامناً: نحتاج خلال العشرية إلى إعادة تنظيم العمل الحزبي ،، وليكن في الأردن بضعة أحزاب وفق تيارات فكرية راسخة وبنكهة أردنية تراعي خصوصية الأردن وثقافته وهويته ومستقبله ،، تنطلق من برامج خادمة للدولة الأردنية ومجتمعها ،، ومحققة للرقابة على الممارسة الرسمية سواء كانت في دائرة الموالاة أو المعارضة ،، ودافعة نحو تحقيق تشاركية ناصحة وناضجة.

تاسعاً: نحتاج خلال العشرية إلى تفكيك كل بؤر الاحتقان ،، ومخلّفات سنوات اللا-وضوح ،، وممارسات اللا- بناء،، ليكون الوطن جميعاً بعد انتهاء هذه العشرية متماسكاً منطلقاً ببرنامج وطني واحد لتحقيق ما ينفع الوطن والناس.

عاشراً : نحتاج خلال العشرية لبناء منظومة الثقة من جديد ،، ونبذ كل مسببات ثقافة الشك والاتهام ،، وبناء قناعات لدى المسؤول بحق المواطن بالمعلومة الكاملة والدقيقة ،، وحقه بالرقابة الشعبية على كل ممارسة رسمية ،، ويقابلها حق المسؤول بثقة المواطنين به ،، الكفيلة بدفعه نحو الإنجاز والبذل والعطاء حباً للوطن ،، وشعوراً بالمسؤولية والتكليف ،، بعيداً عن أي مظاهر للارتزاق والتكسب الشخصي أو الفئوي أو الجهوي.

فإذا حققت العشرية المطلوبة للتحول نحو حكومة برلمانية وبرلمان حزبي هذه العشر السمان من التحولات الايجابية متدرجة منذ اليوم الأول لتسلم المقام السامي توصيات ومخرجات عمل اللجنة،، فإن الواجب علينا جميعاً أن ندفع بإيجابية ومحبة وثقة نحو مستقبل قائم على اصلاح وطني وسياسي وفق رؤية واضحة وبرنامج صادق يحقق الاستقرار السياسي والديمومة الاقتصادية والتوازن الأمني الرشيد.

حفظ الله الوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :