الوحدة الوطنية في خطاب المناسبتين ..
ممدوح ابودلهوم
12-06-2010 06:17 AM
[ المحطة الأهم ، استهلالاً ، من بين محطات أخرى هامة وجدلية ضمنّها أمس الثلاثاء ، جلالة الملك في خطابه السامي بالمناسبتين الميمونتين ذكرى الثورة ويوم الجيش ، هي وبحسب جلالته الوحدة الوطنية بإمتيازٍ مقطوع الدلالة واليقين ، أما درسها المستفاد والذي يصطف فيما أحسب خبر المبتدأ في النطق الشريف لجلالة سيد البلاد المفدى ، فهو المحافظة حدّ التقديس على هذه الوحدة الوطنية المعنى والمبنى .. الجمعية اللثغ والإعراب ، والتي يتساجل في ألق غايتها السامقة الشأن وعي الضرورة مع واجب الإصطفاف ، نحو تمام الإنتماء النشمي والإنعتاق الباسل لراية بني هاشم في أردن العروبة الأشم .
أما لماذا هي المحطة الأعمق والمفصل الأهم ؟ فلأنها المرجع الأساس والمحضن الرئيس لكل المفاصل والمحطات الأخرى في الخطاب السامي آنفاً ، بمعنى أنها الدّوحة / السيدة وما المحطات الأخرى إلا وصيفات تابعات يأتمرن بأمرها الوحدوي العظيم ، بل لعلها وفي تخريج موازٍ ومتسقٍ مع الغاية الجمعية للنسيج المتجانس لهذا الحمى العربي المقدس ، الذي وحده دون أقطار العروبة وأمصار هذا الكوكب بإجمال ، أنه يقبل القسمة كما يقبل التنوع بذات القياس وسواء بسواء ، من هنا ولهذا المعنى قال فيه الطيبون أنه البلد الطيب الذي يتسع لكل الطيبين .
من أجل ذلك كله أو حتى جله .. فسيان هنا القياس ، فإنها لم تكن مصادفةً ووفق ما أوجزته آنفاً من محاولة إعراب لجملة المحطة الأهم ، أن نقرأ مع جلالة الملك في كتاب الوحدة الوطنية ، أنها ليست فقط الدوحة / السيدة أو النسيج / الجسد وحسب ، بل هي أيضاً وبكلمة فصل خطاب النقطة المركزية في دائرة الخطاب السامي التي تدور باقي المحطات في فلكها المحفوظ ، والقلب النابض الذي يضخ ماء الحياة الوحدوي في شرايين باقي أعضاء أردن الهواشم العظيم ، فإن وهن هذا القلب / هذه الوحدة وهن الجسد كله أي مفاصل الدولة الأردنية بقطاعيها وسلطاتها وبالتالي المجتمع بأسره لا سمح الله .
الدّال المتناغم مع مدلوله في الخطاب السامي لجلالة الملك ، هو أن المحافظة على الوحدة الوطنية تستوي منفردةً ومجتمعةً روافع رئيسة ، لكل مفاصل التنمية السياسية أو الإصلاح الشامل في الأردن ، وبالتالي فهي الأعمدة الأساس في الإنتخابات ، واللامركزية ، والإقتصاد ، والإستثمار ، وأمن الوطن ، وأمان المواطن ، والمشاركة المجتمعية ، وتطور التعليم ، وتمكين المعلم ، وحماية الأسرة ، إلى غير ذلك من حلقات المنافحة عن تماسك الجبهة الداخلية ووحدة النسيج الوطني ، والتي قد تبدأ باحترام الآخر لكنها بالقطع لن تنتهي بالمواطنة الحقة وصولاً إلى رفاه الوطن والمواطن .
لست أدبّج خارقاًَ إذا ما استقرأت ما بين سطور هذا النداء السامي ، وبأن هذا هو العنوان العريض للذي يتغياه جلالة الملك ، حتى لكأني به ينادي في أردنييه الطيبين في مملكته الشماء ، أنْ : هلموا معي نواصل بناء الأردن العربي الهاشمي الذي هو في خاطري وفي خواطركم أجمعين ، وبأن خطاب العهد الثالث للحسين الخالد طيب الله ثراه فيما يخص محور الوحدة الوطنية ، هو ذاته خطاب العهد الرابع لجلالته حفظه الله ورعاه ، وبأن مصطلح ( الخصم ) قد أصبح ( العدو ) أي أن من يعبث بالوحدة الوطنية ، كان هو عدو الحسين إلى يوم الدين وهو ما زال وبحسب خطاب الأمس السامي ( عدو عبد الله بن الحسين إلى يوم الدين ) .
وبعد .. فلم يأت ذكرُ الوحدة الوطنية مصادفةً هكذا عفو الخاطر الملكي الشريف ، بل جاءت في الخطاب السامي عن سابق إصرار ملكي بعيد الغور عميق الدلالة ، إذ هي وإن قصدت وحدة شعبين هما بالقطع في الأصل والمذهب والمنبت والمشرب أصبحوا شعباً واحداً ، فإنها إلى ذلك أيضاً تصل حلقاتها الأردنية الهاشمية ، عبر قسم التأسيس على وعد الرباط وعهد الإستشهاد لهذا الحمى الأشم ، بالسلسة الأصدق للمرجعيتين الأعرق : رسالة الجد المصطفى عليه الصلاة والسلام وأمانة الثورة الكبرى من مكة اليقين ، من هنا وفيما أجزم جاء الخطاب السامي بالمناسبتين العظيمتين ، وما فرح الجلوس اليوم إلا خبر تاريخي لمبتدأهما الميمون : يوم الجيش ( العربي ) الأردني وذكرى الثورة ( العربية ) الكبرى و .. لنا ، مع عبد الله ، شموس الحرية .. ]
Abudalhoum_ss@yahoo.com
الراي.