facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حفظ العلاقة بين الأردنيين والهاشميين .. هو الإصلاح


شحاده أبو بقر
04-08-2021 10:20 AM

نتأمل، وندعي "النباهة" في التأمل والملاحظة والإستشرف والإلمام بأحوال بلدنا وإقليمنا وعالمنا العربي والعالم الآخر، فتقول لنا الحقيقة والواقع، أن لله جل جلاله, حكمة ما في كل ما يجري على هذه الصعد كافة.

نقف أمام عالم عربي يتمزق ويتطاير شظايا تباعا بفعل فاعلين , وعقيدة دينية يجري تشويهها على أيدي بعضنا نحن العرب, أكثر مما يفعل الأغراب الذين صار بعضنا ومن حيث لا يفقهون, أدوات لهم في خدمة المهمة البائسة.

ونقف أمام قوى إقليمية بعضها طامح, وبعضها طامع, في تمزيق أشلاء "الفريسة" العربية المتاحة لمن رغب ولا حول ولا قوة إلا بالله, وقوى عالمية إستمرأت النفاق في حرصها الشديد على خدمة مصالحها وأطماعها وحسب, على حساب مصالح وحياة وراحة بال دولنا, وشعوبنا المشحونة بالنقمة والعتب والغضب جراء ذلك.

ونقف, وهذا هو الأهم, أمام واقعنا في بلدنا الأردن الصابر المصابر الذي يسير وسط حقل إقليمي وعالمي رحب واسع من الألغام السياسية والإقتصادية والعسكرية, وبحر هائج من تضاد المصالح وتقاطعها في نسق لا أجد وصفا له أفضل من أنه نسق "مجنون", لم تعد للقيم الربانية الإنسانية الجليلة فيه, أية قيمة, أو حتى وجود يذكر, فأنت حبيبي الغالي اليوم, وأنت عدوي اللدود صباح الغد, ولا حول ولا قوة إلا بالله دائما وأبدا.

قلت سابقا ومرارا, وأعيد, مشكلتنا الداخلية الأردنية, إقتصادية معيشية مفتاح حلها, سياسي بإمتياز, ونحن جميعا وبلا إستثناء لأي منا مسؤولين ومواطنين, شركاء في أسبابها المحلية الداخلية, ولكل منا دوره كبر أو صغر هذا الدور بشكل أو بآخر, وكلنا نعرف وندرك أسبابها الخارجية التي ترتبت على مواقف نحن من إخترناها منذ مطلع العقد الأخير من الألفية الفائتة, وأسباب عربية وإقليمية غيرها لم يكن لنا رأي فيها, وجميعها "هدت حيلنا" ورتبت علينا, أحمالا تنوء قدراتنا في مواجهتها.

حالنا اليوم وجراء كل ما سبق, كحال أسرة تسكن "بيت شعر" في صحراء موحشة تهب فيها الزوابع من مختلف الجهات, ومع ذلك فعناية الله سبحانه, تجعل البيت واقفا صامدا يعاني ولكنه ثابت ويبقى بإذن الله.

وسط هذا الواقع المر المرير , تأخذ بعضنا من كرام القوم الأردنيين العزة بالإثم من حيث لا يلتفتون, فتراهم وهم نظريا على حق, كمن يعمل دون أن يتعمد, كي لا أظلم أحدا, على هدم المعبد, بنية ترميمه وإصلاح بنيانه.

المعبد إن جاز الوصف وهو "المملكة الأردنية الهاشمية" بهويتها الوطنية الأردنية, يجب, وأكرر, يجب, أن تلفظ من قاموسها اللغوي وخطابها السياسي والإعلامي مقولات "الأصول والمنابت والمكونات والحقوق المنقوصة والمكتسبة" وأن تؤمن بأننا "شعب واحد" هو الشعب الأردني بملايينه السبعة والنصف, حيث لا جهوية ولا إقليمية ولا عنصرية ولا محاصصة ديمغرافية, وإنما تقاسم عادل للمغانم وفقا للجغرافيا أيا كان ساكنوها.

والمملكة الأردنية الهاشمية, وطن صلب درته تاج هاشمي يعلو هامة "ملك" له كل الإحترام والنصح والمشورة الخالصة لوجه الله, لا بحثا عن منصب زائف ولا مغنم خاص على حساب المجموع من المهمشين والنائية سكناهم والصامتين بأدب, جريا على سنن الآباء والأجداد, الذين رضوا بالقليل وتحملوا الصعب في الزمن الصعب, وبرجولة يشهد بها ولها القاصي والداني والعدو قبل الصديق, والحاسد قبل المحب.

نعم وكما أسلفت , نتحمل جميعنا مسؤولين ومواطنين قسطا وافرا من المسؤولية عما آلت إليه أحوالنا, وأنا أعرف وبحكم العمل طويلا, رجالا ونساء متقلبين تولوا زمام المسؤولية وأسهموا في الوصول إلى هذه الأحوال, وعندما ترجلوا عن صهوة المنصب, نقموا وإنتقدوا وكأنهم ما كانوا جزءا من المشكلة لا من حلها, وأعرف في المقابل, رجالا مخلصين يتعرض بعضهم للإتهام الظالم بين حين وآخر, ولا حول ولا قوة إلا بالله في كل حين وزمان ومكان!!.

نسمع, أو لأقل, أنا أسمع وأقرأ وأتابع جيدا حديثا وتعليقات ومقالات عن الإصلاح ومفرداته ومشتقاته من فئات شتى, ليبراليين علمانيين وسطيين حداثيين وسوى ذلك, وكل يريد أردنا بمواصفاته هو ووفقا لأهوائه هو وحده, دون سائرنا نحن الصامتين المنتظرين للنتائج, وأرى ما يشبه العجب العجاب, وأتلفت من حولي لأرى, هل هذا هو الأردن الذي وطنا النفوس على حبه وعشقه مملكة أردنية هاشمية عنها لا نتحول كما كان أباؤنا وأجدادنا الغر الميامين, الذين كانوا ينادون الملوك الهاشميين الكرام بأسمائهم أو ب يا أبا فلان, والملوك بذلك سعداء, إذ يعلمون أن ما من أحد في هذا العالم يحظى بإحترام ووفاء وإخلاص أولئك الرجال الصادقين, كما يحظون هم, تقديرا عاليا لنسبهم ولمقاماتهم ولدورهم في التأسيس العروبي القومي للمملكة الأردنية الهاشمية.

بإختصار.. المملكة الأردنية الهاشمية لا يستقيم أمرها, إلا بالتشبث بالأصول التي جسدت العقد الوطني الجليل بين الأردنيين الكرام كافة, وقادتهم الهاشميين الكرام, منذ لحظة التأسيس, فلا ملكية دستورية كما يروج البعض تجدي, ولا تقليص لصلاحيات الملك كما يطالب بعضنا يجدي, ولا "إستيراد" لأفكار ونظريات غربية غريبة يجدي, لا بل أرى في ذلك السير نحو المجهول في منطقة حبلى بالمطامع قبل المطامح التي تتهدد لا قدر الله, وجود الأردن وكيانه ومنعته وهويته كما يريد صهاينة العصر الذين يكشرون اليوم عن أنيابهم في كل إتجاه عبر قرارات وإجراءات خبيثة فيها نهايتهم بإذن الله.

ختاما: الهاشميون سادة في تاريخهم وإنجازهم والنسب الشريف المشرف, والأردنيون سادة في تاريخهم ووفائهم ورجولتهم وعروبتهم وعقيدتهم, والمطلوب وكي يصمد الأردن ويستمر وكشأنه منذ الـتأسيس رغم ما واجه من مؤامرات ونكبات ومصاعب وإستحقاقات, هو إصلاح يعظم ويحفظ العلاقة الوجدانية العظمى بين الأردنيين والهاشميين, بإعتبارها العلاقة التي على صخرتها تحطمت كل المؤامرات التي يدركها جيلي ومن سبقونا بالذات.

نحن فقط بحاجة إلى المصارحة والتناصح والتشاور والإستماع لبعضنا البعض بنيات صافية وقلوب بيضاء ونفوس زكية تخاف الله وتحب الوطن وتسعى من أجل خيره قبل البحث عن مصالح خاصة , وعندها, فلن ينفذ من بين صفنا ماكر خوان, ولن يهون الأردن أبدا مهما كان وكان وكان.

الله خالقنا جميعا من وراء قصدي..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :