لا شك أن المعارضة ظاهرة صحية ومقبولة اذا كانت في اطارها الشرعي وتوخت المصداقية والحرص على مصلحة الوطن والمواطن واتسمت بالموضوعية والشفافية والتجرد عن الأهواء وقالت كلمتها بانصاف دون تحايل او مبالغة او تهويش او تحريض واتصفت بالجرأة والقدرة على المواجهة بمعلومات موثقة ودقيقة وأتت بالحلول والبدائل ولم تطلق الكلام على عواهنه دون دليل ورشد.
ان المعارض الحقيقي هو الذي يكون على أرض الوطن ويقول بجرأة ما يجول في خاطره من معلومات صحيحة وموثقة يقصد بها نقد قرارات او سياسات خاطئة ويتحمل مسؤولية ما يصدر عنه من أقوال وأفعال ولا يدير ظهره لما يقول فالوطن ليس بحاجة إلى مضيعة الوقت وتداول معلومات غير صحيحة وبث الشائعات المغرضة دون هدف مشروع.
القول الفصل هو القول الحق المسؤول والذي يتحمل تبعاته وآثاره. والمستغرب من الجهات الرسمية ان لا ترد على الشائعات المغرضة وتركها تمتد عبر الوطن وتضيع الحقيقة ويسود الباطل ويحار المواطن وربما يصدق ما يقال ويتم تداوله على أنه حقيقه.
الكل يعلم أن هناك أخطاء وهناك فساد وهناك تقصير ولا بد من تسمية الأمور بمسمياتها وكشف الحقيقة ووضع حد لهدر طاقات الوطن ومنجزاته ومحاسبة الفاسدين والنأي بهم عن المواقع الرسمية والقضاء على جميع أشكال الواسطة والمحسوبية والترهل والتدليس والغش والخداع.