facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسائل من رحلة واشنطن


داود عمر داود
01-08-2021 10:48 PM

رسائل متعددة، غاية في الأهمية، تمخضت عنها رحلة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن، مفادها أن مكانة الاردن في المنطقة قد صعدت، وأنه يعلب دوراً إقليمياً محورياً، بعد حالة التهميش التي عانى منها خلال إدارة دونالد ترامب. المؤشرات على ذلك جاءت من سياق الأحداث ومن طبيعة برنامج الزيارة، ومما رشح من المحادثات، ومن مضمون التصريحات الصحفية.

عانى الاردن كثيراً من عدم إعطائه الأهمية خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب رفض عمّان لـ (صفقة القرن) التي كان وراء تدبيرها جاريد كوشنر، صهر الرئيس. ومع مجيء إدارة الرئيس جو بايدن اتخذت العلاقات الاردنية الأمريكية مساراً مختلفاً تماماً.

وكانت البداية مع توقيع الاتفاقية الدفاعية، أواخر شهر آذار الماضي، التي تتيح للقوات الأمريكية إستخدام الأراضي الأردنية، والمجال الجوي والبحري، وأطياف الموجات اللاسلكية، وغير ذلك من تسهيلات.

وتشير الدلائل إلى أن الجهود المبذولة أمريكياً تنصب الآن على دعم الاردن سياسياً واقتصادياً، وأمنياً، وعسكرياً، ليكون قادراً على القيام بدوره الجديد، لتصبح عمّان عاصمة الإقليم، بلا منازع، واليد الطولى والقوة الضاربة، التي يمكن أن تساهم في ضبط الإيقاع في المنطقة، خاصة بعد إكتمال الإنسحاب العسكري الأمريكي من الشرق الأوسط، في الشهور القادمة. ومن هنا يمكن فهم السياق الذي جاءت ضمنه الرحلة الملكية إلى واشنطن.

قرار التغيير:
حدث هذا التغيير، في أروقة الحكم في واشنطن، بعد أن أثبتت لها الأيام فشلها في الاعتماد على أطراف اخرى في المنطقة، أبرزها إسرائيل، التي ارتكبت عبر السنين الحماقة تلو الاخرى ثم الخيانة العظمى بحق أمريكا، عندما أفشلت (حل الدولتين) الأمريكي، وقامت بتسريب الأسرار والتكنولوجيا إلى الصين، فخسرت بذلك مكانتها كـ (أكبر حاملة طائرات أمريكية) وأكبر قاعدة عسكرية في الخارج، وربما خسرت مع ذلك موجبات البقاء ككيان.

إسرائيل تهددها حرب أهلية:
وقد شكك الملك عبد الله الثاني في مقابلة له مع شبكة CNN بمصداقية إسرائيل كدولة وبإستقرارها وبمستقبلها. ووصف شعور قادة إسرائيل بتفوقها الاقتصادي، وبأنها أصبحت قوة إقليمية وربما عالمية في مجال التكنولوجيا، وصف هذا الشعور الإسرائيلي بأنه زائف جداً، وإدعاء واه، غير حقيقي. وذكر أن الحرب الأخيرة على غزة كانت مختلفة عما سبقها، إذ اندلعت خلالها حربٌ أهلية بين عرب الداخل والإسرائيليين، لأول مرة. وقال إن ذلك كان بمثابة تحذير (أو جرس إنذار) للإسرائيليين والفلسطينين على حد سواء. وحذر من أنه إذا لم يتم تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، فإنهم سيفقدون الأمل، وستكون الحرب القادمة أشد ضرراً.

أما وقد خسرت إسرائيل موقعها المميز والمفضل، في الوجدان الأمريكي، فهي في طريقها لأن تصبح دولة ثانوية مهمشة، بعد أن كان يُنظر إليها على أنها قلعة الغرب المتقدمة في المنطقة وحليفه المدلل. وتعود هذه الخسارة الفادحة لإسرائيل إلى العقلية والطباع التي جُبل عليها قادتها من غدر، وضلال، وطيش، وتهور، وعنجهية، وتكبر. وفي ضوء هذا يبرز تساؤل مهم: هل ستؤدي خسارة إسرائيل لثقة الحلفاء الغربيين، وفي مقدمتهم حليفها الأقوى الولايات المتحدة، إلى استعجالها الخطى نحو مصيرها المحتوم في الزوال، آجلاً أم عاجلاً؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :