كثيرة هي الظواهر السلبية في مجتمعنا والتي اعتدناها ونمر عليها مرور الكرام دون التفكير فيها او محاولة معالجتها بحيث أصبحت سمات ملاصقة لشخصياتنا دون حياء او وجل او احترام للنظام والآداب العامة ومما يؤسف له ان يمارسها المثقفون والمتعلمون قبل الجهلة والغوغائيين في عصر يعج بالتقدم والازدهار في الدول التي تحترم نفسها ويحترم ابناؤها القانون.
يسؤوني كثيرا واتألم حينما أرى سائقا يمسك بسيجارته ويخرج يده من نافذة السيارة ليقذف برمادها إلى الخارج وبعد أن يكملها يقذف بها في الشارع بأسلوب متخلف فاشعر ان هذا عملا وسخا ترفضه النفوس النقية ويخالف ابسط قواعد الأخلاق والالتزام بالنظافه.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى قذف مخلفات كؤوس القهوة والعصائر والمناديل من نوافذ السيارات إلى الشارع والبصاق من نوافذ السيارت واستخدام الهاتف المتنقل أثناء القيادة وإرسال الرسائل وما يترتب عليها من خلق حالة من الفوضى في المرور وارتكاب حوادث السير والتجاوزات الخاطئة والاعتداء على مسارب الآخرين والاعتداء على الدور وقطع الإشارات الحمراء من المشاة والسائقين على حد سواء.
من هو المسؤول عن ضبط هذه المخالفات وكيف نضع حدا لها ولكل العابثين بنظافة الشوارع والسير عليها واين دور التوعية الاعلامية وضبط المخالفين وايقاع العقوبات الرادعة بحقهم اذا لم تردعهم الأخلاق والتربيه.
قد تبدو هذه الأمور بسيطة وانها شيء عابر لا قيمة له ولكنه في حقيقته امر كبير وليس هينا لانه يعكس اصولا تربوية ومن يرتكب هذه المخالفات لديه الاستعداد لارتكاب ما هو أكبر منها.
ان مثل هذه الظواهر السلبية وغيرها تقودنا إلى ضرورة تدريس الأخلاق في الصفوف الأساسية لخلق جيل جديد قادر على النهوض بالوطن واحترامه واحترام منظومته الأخلاقية لننطلق بعدها إلى ما هو أكبر من ذلك فهل نحن فاعلون.