خواطر متقاعد!علي الزعتري
31-07-2021 07:33 PM
إن أصدق الرياضات في العالم هي الرياضات العنيفة التي تقبل قوانينها الاحتكاك العنيف بين المتنافسين للجسم مثل المصارعة والملاكمة والرغبي وتأتي بعدها الرياضات التي لا تسمح بالاحتكاك مثل السباحة ألعاب القوى والتنس. ففي النوعين الأمور واضحة من موقع القوة الجسدية والتهيئة الجماهيرية كذلك فالجمهور يكتفي بالعنف الذي يراه ويشجعه ولا يشترك به ولا يجد حاجةً له في النوع الثاني. لكن أكثر الرياضات نفاقاً وقد يكون أذىً في أحيان كثيرة هي التي تسمح ولا تسمح بالعنف وتقسم اللاعبين والجمهور إلى قسمين يمارسون الضخ الجسدي للفوز ومقتربين من الاحتكاك الموجع إن حصل مثلما يحدث في لعبة كرة القدم ومستعدين للاشتباك فوراً. وليت اللعبة تقتصر على مخالفاتٍ يحلها الحكم لكنها تنتقل لمستوى ألعن من الممارسة حين تخلق في اللاعب والمتفرج نزعات الشر من انحياز و عنصرية. ما الهدف من رياضةٍ تزرع الفتنة؟ غلبت إيطاليا إنجلترا فانهال الإنجليز على الإيطاليين باللكمة والكلمة الجارحة. نتذكر خلافات الكرة العربية التي يندى لها الجبين كأمثلةٍ لخلافاتٍ تافهة تجر وراءها العنصرية و التفرقة. على الأقل، في تلك الرياضات العنيفة يُفْرغُ المتقاتلين غضبهما واحداً على الآخر، بلا نفاق ولا رحمة لكن بالقانون. أما كرة القدم و كل كرة تتداولها الأقدام و الأيدي فلربما تبدأ بالتحية و تنتهي بالرفسات و القانون لا يقول ذلك. و قد لا تنتهي إلا و قد أمطرت الجماهير المتناحرة بعضها البعض بقوائم المسبات و اللعنات و كراسي المدرجات و كسرت نوافذ السيارات و أتعبت الأمن و النظام و خلفت مواعيد و عهود للانتقام و الأدهى هو التناحر العرقي بين أخوة. ثم نقول أنها رياضة! سَفَهَتْ من رياضة هذه الرياضة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة