رأساً على عقب قلبت ادارة الرئيس بايدن صفقة القرن بمبادرات جريئة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته . أعاد السفارة الفلسطينية الى الولايات المتحده ، ووجه الى اعادة فتح القنصلية الامريكيه في القدس الشرقيه ، وأعاد عضوية بلاده في الاونروا ودفع مساهمة بلاده فيها واضاف لهذه المساهمه 128 مليون اخرى . ثم اتبع ذلك باعادة المساعدات الماليه للسلطه الفلسطينيه .

أهمية مبادرات الرئيس بايدن تنبع من دلالاتها السياسيه العميقه . فإعادة فتح السفاره الفلسطينيه في الولايات المتحده ينطوي على اعتراف بالشعب الفلسطيني وقضيته ، واعادة فتح القنصليه الامريكيه في القدس الشرقيه تأكيد من الجانب الامريكي على عروبة القدس الشرقيه عاصمة للفلسطينيين ، واعادة عضوية الولايات المتحده للاونروا هو بالدرجة الاولى اعتراف بقضية اللجوء الفلسطيني المرتبط بحق العودة أو التعويض .

يؤكد كل ذلك ويتوجه اعتراف ادارة بايدن بحل الدولتين الذي تنكر له اليمين الاسرائيلي المتطرف بزعامة نتنياهو بتحريض ودعم مطلق من ترمب وادارته اليمينية الانجيلية المتطرفه. ليس ذلك وحسب فلربما كان بايدن أول رئيس امريكي يضع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في مقدمة اجندته في أولى أيامه الرئاسيه ويضيف إلى كل ما تقدم إرسال وفد امريكي رسمي من ادارته للحديث مع الفلسطينيين والاسرائيلي لإحياء المفاوضات التي انقطعت بينهما لعدة سنوات وعلى أساس حل الدولتين .

وأما احترامه الخاص لجلالة الملك عبدالله الثاني ووقوفه الحازم إلى جانب الاردن في ظروف الفتنه فذلك شأن آخر بطعم اردني فلسطيني مشترك بعد ان اصبح الاردن البلد العربي الوحيد الذي يقف مع فلسطين وشعبها معتبراً ذلك وقوفاً مع الاردن والشعب الاردني . ولم تكن مصادفة ان يكون جلالة الملك هو اول من يهاتفه الرئيس بايدن من بين زعماء المنطقه ، ولا مصادفة ان يكون أول من يستقبله من بينهم . حيث تحدث جلالة الملك مع الادارة الامريكيه عن فلسطين كفلسطيني اردني عربي ، وعن الاردن كاردني فلسطيني عربي .

حمداً لله على عودة قضية فلسطين الى الواجهه الدوليه بفضل تظافر نضال اهل القدس وكامل الشعب الفلسطيني والمقاومه الفلسطينيه الباسله ، مع الجهد الدبلوماسي والسياسي التعبوي الاردني الملكي والشعبي بعد ان غيبت افرازات ما سمي بالربيع العربي قضية فلسطين على الساحة الدوليه لسنوات عده .