حسناً فعلت أمانة عمَّان و البلديات والإعلام بإعطاء مُسمى عامل وطن للعاملين على إخلاء و نقل الركام و الأزبلة من جوانب المنازل و الشوارع. و حسناً تفعل حينما تُشيد بعملهم الشاق و تكافئهم عليه معنوياً و مادياً. و حسناً تفعل حين تُغيِّرُ من الاعتبار السلبي لهذا العمل و تنقله للاعتبار الإيجابي المجتمعي. عملُ عامل الوطن عملٌ في غاية الأهميةِ و يمتلك لو تمعنا نقل عملية جمع النفايات لصناعة خلق الثروات. لكن أولاً و لكي يكتمل المعروف الواجب تجاه عامل الوطن ولكي يكتمل عمله بسلاسةٍ و يُسر كما ينبغي، هنا بعض الملاحظات التي أطرحها لمن هو مسؤولٌ عن عمال الوطن.
تزويدهم بما يعينهم ملبساً و أدواتاً على العمل تحت ظروف التنقل مشياً في الحرارة و البرودة. مثلاً، تزويدهم بعربات يدوية سهلة الحركة و الدفع بدلاً من الصناديق الكرتونية أو الأوعية البلاستيكية المستهلكة التي يحملونها ليضعوا فيها النفايات و التي لا تنم عن مظهرٍ مناسب و لا تؤدي وظيفةً مثالية عدا عن مشقةِ حملها.
و الحرص على أن تتزود الأمانة و البلديات بآليات التنظيف الحديثة التي تعمل على الكهرباء و التي تُستخدمُ لكنس و تنظيف الشوارع الرئيسية و الفرعية لتجنيب عمال الوطن خطر التعرض للحوادث و هم يعملون.
وإن أُضطر عامل الوطن للعمل اليدوي في شارعٍ فيجب أن يتزود بما يحتاج من علامات التنبيه من إضاءة واضحة و شواخص و مسافات أمان.
والحرص أن لا يقوم بعض عمال الوطن بما لا يليق بشخوصهم الكريمة من التوسل بالنظر أو القول طلباً للمساعدة و هو ما نرى. و لا يتم هذا إلا بتكريمهم المادي الذي يرفع عنهم مشقة السؤال.
أما تحويل مهمة جمع النفايات لثروة فتحتاج لتصميم و تخطيط و تنفيذ متعدد التخصصات لتدوير النفايات ابتداءً من المنزل و للحاوية و ايام جمع النفايات و نوعها و من ثم إستخدامها في الصناعات المحلية أو التصدير أو توليد الطاقة النظيفة.
إن بالإمكان أخذ هذا العمل الوطني الحيوي لآفاق عاليةً من المكانةِ و العطاء و ندعو المسؤول للاجتهاد في هذا المسعى.