بداية لست من فئة المحللين السياسييين "الأفذاذ" على كثرتهم في هذا الزمان , بل أنا مواطن مغمور يزعم حب الوطن والخوف على أمنه وإستقراره ومصالحه.
وعليه, فإن حدسي المتواضع الذي لا يرقى إلى مستوى رؤى كبار الساسة وتحليلاتهم وتوقعاتهم ومقترحاتهم, يقول "إن دهاة العصر الصهيوني الموجودة عيونهم وعقولهم وأعوانهم في سائر أركان العالم العربي على وجه الخصوص, لن يدعوا الأردن وشأنه أبدا".
هؤلاء الدهاة العنصريون عقائديا الذين يحتلون كامل فلسطين ويتمددون اليوم إلى ما هو أبعد, عيونهم اليوم على منافسهم الوحيد "إيران" لتبديد مشروعها في المنطقة, وهم يفعلون وينجحون تباعا في سورية ولبنان وحتى داخل إيران ذاتها, وهم بإنتظار اللحظة المناسبة بضوء أخضر أو حتى بدونه, لتدمير مشروعها النووي بعد أن يتوفر لهم أكبر قدر من التطبيع العلني مع العرب.
هذا لن يكون أمرا بعيدا من حيث الزمن, وهذا سيترتب عليه, العمل وبقوة لا قدرالله, على إحداث فتنة وفوضى في بلدنا, تمهيدا لتنفيذ مخطط "الترانسفير" الساكن في أدمغتهم منذ عقود, بحيث تغدو فلسطين من الماء إلى الماء, دولة يهودية عنصرية خالصة لليهود دون سواهم.
لست عرافا ولا منجما, لكنني أرى فألهم "إن جاز التعبير" في تغريدات أطفالهم راضعي "حليب الموساد" الذين تمرر إليهم المعلومات الجاسة لنبض الشعوب, لنشرها على الملأ, وغايتها إحداث فوضى وفتن في دول بعينها منها وعلى سبيل المثال لا الحصر.. لبنان, تونس, سورية, الجزائر, العراق, الكويت, ثم الأردن, ولكن بأسلوب مخفف اليوم عن سابقاته.
هؤلاء الصهاينة يدركون جيدا, أن الدولة الأردنية بهويتها الوطنية الأردنية وبشعبها وقيادتها الهاشمية, يشكلون عقبة أمام مخططهم الظالم اللئيم, ولهذا, هم يعملون على "إطفاء" جذوة قضية فلسطين في نفوس سائر العرب إبتداء, وهذا يجري الآن ولسوء الحظ, ثم تأتي اللحظة المناسبة من وجهة نظرهم لإستكمال المخطط في الأردن, وهذا يتطلب من وجهة نظرهم بذر بذور الفتن في بلادنا منذ الآن, ليسهل الوصول لا سمح الله إلى المبتغى اللئيم.
بإختصار.. يترتب على كاهلنا اليوم قبل الغد محكومين وحكاما أردنيين وفلسطينيين في المملكة وفي سلطة رام الله, أن نخلص النية لله سبحانه, وأن نكون صفا واحدا وقلبا واحدا في مواجهة المخطط, وعبر ما يلي:
أولا: الترفع عن الإنشغال بالمهاترات وسفاسف الأمور, وفتح العيون على هذا الخطر الداهم الكبيرالذي لن يبقي ولن يذر, والتحول نحو قرارات وإجراءات وطنية كبرى تعلي من شأن "الهوية الوطنية الأردنية" هنا على أرض المملكة الأردنية الهاشمية, و"الهوية الوطنية الفلسطينية" هناك على أرض فلسطين التاريخية، مستفيدين مما أظهرته بطولات غزة بكشف عمق وطنية فلسطيني الداخل الفلسطيني الذي أرعب الصهاينة كافة.
ثانيا: العمل القومي ما إستطعنا على وقف مسلسل التطبيع العربي وشرح خبراتنا في مدى خطورته على شعوبنا العربية كافة وعلى النظام الرسمي العربي برمته، وليس ببعيد عنا تلويح أحدهم بالأمس، بمفتاح بيت أجداده في "خيبر"، وتبرك رئيسة وزرائهم المقبورة بعيد حرب عام 1967 بالنظر من أم الرشراش شرقا قائلة "ها أنا أشم رائحة بيوت أجدادي"!!. قبل ذلك كله لا بد من لفظ سائر أعوانهم من بين صفوفنا, ونبذ الخارجين عن صفوفنا حيثما كانوا, ممن باعوا "النضال" الحقيقي متوهمين أمل أن يتعطف عليهم الصهاينة بمنصب لن ينالوه إطلاقا، في ظل المخطط لإستعمار كامل فلسطين أرضا ووطنا لليهود. اللهم قد بلغت.. ومن يعش يرى، وليس الصبح ببعيد. الله ناصر من ينصره من وراء قصدي.