المجتمع المتحضر الذي يريد أن يرقى ويتسامى عن نوازع الماضي هو ذاك المجتمع الذي يستجيب للمتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية وهو ذاك المجتمع الذي يتمتع ابناؤه بالجرأة الكافية للترفع عن كل ما يقض مضاجعه ويزعزع أمنه واستقراره. وهو ذلك المجتمع الذي يرغب بنزع فتيل الازمات ويتعاضد في مواجهة المشكلات ويتخلص من العادات البائده والتقاليد الفاسده.
الحق هو الحق والباطل هو الباطل واحقاق الحق وابطال الباطل واجب مقدس على كل فرد ولا تزر وازة وزر اخرى.
وكل فرد مسؤول عن تصرفاته منفردا وكل فرد مسؤول عن اية جريمة يقترفها ولا ينوب عنه شخص آخر الا اذا كان مشاركا او متدخلا او مشجعا وما عدا ذلك فالمسؤولية محصورة في الفرد ذاته.
العادات والتقاليد والاعراف تنشأ في ظل ظروف موضوعية وواقع محتوم وتكون ملازمة لحاله ومنسجمة معه في حقبة زمنية محددة وتكون هذه العادات مقبولة ومنصفة لدى المجتمع لاجماعه على صحتها وضرورتها ما كانت الاسباب مقنعة والإجراءات فاعلة وموثوقه.
في زمن بعيد كان الناس يسكنون في الخيم وبيوت الشعر ويعملون في الرعي والزراعة والحرف البدائية وكانت تسود عادات تناسب ذلك الوضع القائم واذا ما ارتكب فرد جريمة قتل تطبق على أسرته وأقاربه الجلوة العشائريه لأنها كانت سهلة وميسرة. أما في وقتنا الحالي فالناس يقطنون في بيوت كلفت اصحابها الالاف المؤلفة والتحق ابناؤهم في المدارس والمعاهد والجامعات والتحقوا بالوظائف والمصانع والشركات وحياتهم يسودها الاستقرار فليس من المعقول او المقبول ان تجلو عصبة القاتل الذين قد يصل عددهم إلى مئة او يزيد ويهجرون بيوتهم وجامعاتهم ووظائفهم إلى أماكن بعيدة تستدعي منهم بذل الغالي والنفيس وتحميلهم خسائر لا تعد ولا تحصى نتيجة ارتكاب جريمة نفذها فرد بعينه. فما ذنب أولئك الأقارب الذين لا دخل لهم من قريب أو بعيد ليدفعوا هذا الثمن الباهظ.
احترام القانون والانصياع إلى حكمه واجب مطلوب وتحديد المسؤولية وعدم تحميل الأبرياء اوزار وأخطاء الآخرين ضرورة ينبغي مراعاتها ولفظ العادات البائسة امر واجب التطبيق فهل نحن فاعلون.