في المقابلة التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا مع قناة CNN خلال زيارته الى واشنطن، كانت الاسئلة مباشرة وكان حديث الملك وردوده عليها اكثر وضوحا ومباشرة، ولا مجال معها للتأويل او ابداء وجهات نظر او اراء تبحث فيما وراء الكلمة.
القضية الفلسطينية.. قضايا المنطقة.. الأمن والاستقرار، ابرز موضوعات هذه المقابلة، وكان الرد على الاستفسارات حولها بما قل ودل، بل وبوضوح وشفافية توقف اي تكهنات او شكوك في اي من القضايا المطروحة، فكان الاصرار على ان الاردن هو الاردن وليس وطنا بديلا للشعب الفلسطيني وان اي مقترحات يطرحها الجانب الاسرائيلي دون حل الدولتين ليست بالضرورة قابلة للتطبيق او حتى النقاش.
اما ما يدور في المنطقة من حولنا والاحداث المتتابعة منذ اكثر من عشر سنوات، وبالرغم ما خلفته الحروب الاهلية في بعضها وعدم الاستقرار السياسي في البعض الاخر، الا ان الاردن تمكن بقيادته وهمة شعبه من الوقوف ضد اي اصوات تبغي الفتنة والفساد في الارض وبحمد الله تجاوز محنة غيره من الدول وبقي واحة آمنة مستقرة، بل وملجأ لاولئك الفارين من نيران الحرب في بلادهم، عدا عن انعكاسات هذا الامر على الاردن خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد الا انه بقي متماسكا ويسعى دائما للاصلاح بكل ابعاده.
اما على الصعيد الداخلي، فقد تمكن الاردن من وأد الفتنة في مهدها ولم يتطرق لالقاء التهم جُزافا على دول من الخارج واعتبرها شأنا داخليا بامتياز وتم انهاء الامر داخليا محافظا بذلك على استقراره وامنه، وقاطعا الطريق على كل من تسول له نفسه بالعبث في امن هذا البلد الكريم.
مقابلة جلالة الملك كانت رسائل مهمة موجهة للداخل والخارج على حد سواء، شعارها الوحدة الوطنية والامن والسلام وتحقيق العدالة، وغير ذلك صوت نشاز سماعه مستحيلا.
(الدستور)