توالي الازمات الايرانية .. ازمة مياه خوزستان
مأمون مساد
26-07-2021 09:53 PM
ازمة المياه في محافظة خوزستان الايرانية أضيفت إلى سلسلة تكاد لا تنقطع من الازمات التي تعانيها البلاد في ظل الحكم مأزوم وان تغيرت فيه وجه رئيس البلاد بعد انتخابات يشكك في شرعيتها السياسية نظرا لتدني حجم الاقبال والمشاركة في هذه الانتخابات ، ويبدو الوضع الاقتصادي الإيراني بوابة انفجار في وجه ابراهيم رئيسي الرئيس المنتخب والذي جاءت حملته الانتخابية لمواجهة الفساد والفقر الذي يسود البلاد منذ عقود والذي يقف غالبية الإصلاحيين والمحافظين على مسافة بعيدة من تحقيق هذا الهدف .
خوزستان منطقة ذات أغلبية عربية، الأوضاع المعيشية فيها تعد الاسواء في الجمهورية المغلقة التي مارست القمع على الاحتجاجات ، وقطع خدمة الانترنت للتغطية على انقطاع المياه ، دخلت إليها موجة خامسة من الكورونا وسط سياسة تمييز عنصري من خلال تعمير المدن الفارسية الصحراوية مثل أصفهان وكرمان على حساب تدمير إقليم خوزستان وتجلى بسياسات النظام الذي بنى السدود في خوزستان لتحويل مجرى المياه إلى المدن الصحراوية الفارسية وسط البلاد ، كما سرق من قبل الثروات التي كانت في الإقليم بعد مجازر كبرى تعرض لها السكان هناك.
حجم التوقعات في معالجة ازمة الاحتجاجات من قبل ادارة الرئيس المنتخب ابراهيم رئيسي لن تكون متفاءلة خصوصا وانه معروف بموافقة المتشددة تجاه المعارضة السياسية وسيرته معروفة ومحفورة في ذاكرة الإيرانيين إبان احتجاجات “الحركة الخضراء” التي تلت إعادة الانتخاب المثيرة للجدل للرئيس محمود أحمدي نجاد في العام 2009. وقال في تلك الفترة: “من يتحدث إلينا عن التعاطف الإسلامي والسماح، نجيبه: سوف نواصل مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية، وسوف نقتلع جذور الفتنة”.
ما وراء ازمة مياه خوزستان ستقف طهران امام تحدي لم يعد خفيا في تحقيق الاكتفاء الزراعي الذاتي الذي اسهم في سنوات العقوبات وعزلها إلى نوع من الصمود الاقتصادي و الذي بات اليوم محفوفا بمزيد من المخاطر مع نضوب المياه الجوفيه التي اعتمدت عليها زراعة المحاصيل ، وبات تحدي البطالة والهجرة بأرقام مهولة يزيد من تهديد السلم الاهلي ، وشواهد خوزستان انتقلت فعلا إلى طهران ومشهد ومرشحة لتمتد إلى محافظات إيرانية اخرى في هتافات ضد خامنئي وأركان السلطة ، والصدامات مع الشرطة التي مارست القمع واوقعت القتلى والجرحى في صفوف المواطنيين الغاضبين على هذه السياسات التي تلقها العالم بالتنديد والادانة.