تقتضي الواقعية أن نقر بأن غموضا ضبابيا كان يلف الرأي العام في بلدنا, حيال الموقف الرسمي الأردني من قضايا مصيرية ومسائل جوهرية تتصل بالسياق العام لمجريات الأحداث في المنطقة والشرق الأوسط عموما.
اليوم وفي مجمل وثنايا حديثه لشبكة "سي إن إن" الأميركية، بدد جلالة الملك ذلك الغموض بأسلوب جد ذكي وفاعل وذي أثر, وبالذات بشأن الموقف من مجمل الصراع العربي الإسرائيلي, والعلاقة الأردنية الإسرائيلية , وإرتباطها بمدى التقدم على صعيد الحل العادل لقضية فلسطين , فضلا عن الأوهام الإسرائيلية المتكررة المسماة بالتوطين والوطن البديل, والموقف من القدس الشريف, والعلاقة مع إيران, وبخاصة أن هذه العلاقة يلفها غمام من الزيف والإدعاء على ألسنة إسرائيلية وغيرها لغرض في نفوس أكثر من يعقوب!.
بكلمات قليلة وعبارات مكثفة وبمضامين قوية, قال جلالة الملك كل ما كان يجب أن يقال وسط ضباب كثير ساد الساحة الأردنية قبل زيارة واشنطن الأخيرة, وعلى نحو بدا الملك فيه واثقا ومرتاحا لنتائج الزيارة, وبصورة تقول فيها ظلال كلمات جلالته, أن الإدارة الأميركية الجديدة تتفهم جيدا مواقف ورؤى المملكة الأردنية الهاشمية إزاء قضايا المنطقة كافة وبالذات على صعيد فلسطيني وإقليمي وعربي شامل.
بإختصار.. يحسن الإعلام الأردني صنعا وبشقيه الرسمي والخاص, إن هو سلط الأضواء وبقوة على المضامين التي وردت في حديث الملك, والتعقيب عليها لمزيد من إنارة معانيها للرأي العام الأردني, وبما يزيل كل غمام وكل وهم مدعى عن موقف الأردن من مسائل وطنية وإقليمية مهمة لا مجال لإنكار أنها تشغل بال الكثيرين.
الله من وراء قصدي.