بلينكن والسياسة الخارجية الأمريكية
خولة كامل الكردي
26-07-2021 01:55 PM
قيام وزير الخارجية الأمريكية بلينكن بإجراء مباحثات مع وزراء خارجية عدة دول عربية وبخاصة دول الخليج العربي، إنما يعكس السياسة الأمريكية الجديدة والتي اتضحت معالمها بعد استلام بلينكن حقيبة الخارجية الأمريكية، وإذ تعول الإدارة الأمريكية الجديدة على سياستها الخارجية في التعاطي مع القضايا التي تشغل الساحة السياسية العالمية، والتي ستختلف ربما بعض الشيء عن سياسة إدارة ترمب، اللهم خطها يتسم بالمهادنة والتروي في رسم صورة واضحة لأهداف إدارة بايدن في التعامل مع كافة الملفات المطروحة أمامها، ومحاولة إيجاد حلولاً تختلف في مضمونها عن الحلول التي انتهجتها إدارة ترمب لمجرد حسابات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
الملف النووي الايراني الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس بايدن، هو على قمة أولويات إدارته وان تعهد بالوصول إلى حل يتوافق وسياسة الولايات المتحدة الأميركية في الانتخابات الأخيرة، لكنها لن تختلف كثيراً عن الخط الذي سارت علية سياسة سلفه ترمب، وما المباحثات التي أجراها بلينكن مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنما تصب في نفس السياق، مغزاه وضع تصور جاد وواقعي للعلاقات الأمريكية-الاوروبية واعادة ترتيب أوراقها خاصةً بعد تدهورها أيام الرئيس دونالد ترمب، وتثبيت السياسة الأمريكية المتعارف عليها منذ عقود في منطقة الخليج العربي.
إن الملف النووي الإيراني يأخذ حيزاً كبيراً من السياسة الخارجية الأمريكية وإدارة بايدن تسعى إلى إنهاء هذا الملف بما يضمن مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة وبالدرجة الأولى بشروط جديدة وهذا ما ترفضه إيران جملة وتفصيلا.
الانتقادات الإيرانية لسياسة إدارة بايدن لا تختلف كثيراً عن الانتقادات التي وجهت لإدارة ترمب، لأنها تلمس تشابه كبيرا مع سياسة إدارة ترمب في التعامل مع ملفها النووي، إيران تريد العودة لشروط الاتفاق النووي الأول والولايات المتحدة وأوروبا تريدان شروطاً جديدة تتوافق ومصالحها، ومع مجيء رئيسا جديداً لإيران سيبقى موضوع المفاعل النووي الإيراني قيد الشد والجذب.