ولا اظن الامل ينجي حطام المركب الغرقان
رناد دحيات
25-07-2021 02:38 AM
سابدا مقالتي بالقاء اللوم على صاحب هذا الامل صانعه و باغيه الذي ينتظر نتيجة مغايرة لافعال يراه ولكن بالنهاية يحصد ما هو نتاج طبيعي لها و هو يظن ان ما يعيشه سوا كابوس وسينجلي او ان الوقت سيتكفل بالحل و ان الحلول السطحية كافية,و هو فعليا لا يقوم سوا تعميق المأساة، اقصد هنا ذلك الشخص الذي يتمسك بانقاذ ما يمكن انقاذه من العلاقات الحياتية، ذلك الشخص المساء له المعنف، المضطهد والمظلوم هذا من اضع عليه اللوم، من المؤكد قول ان المسيء هو الملام في المقام الاول, ولكن في الكثير من الاحيان يكون المساء اليه بوابته واشارته الخضراء لهذا المسيء لكي يتمادى.
فلنكن واقعين فنحن لسا انبياء ولا قديسين,و المسامحة المضمونة و المتكررة هي و بالتأكيد وسيلة المسيء التى يستخدمها لتكرير وتمادي افعاله لدرجات قد تفوق الاحتمال,وهذا ما هو الا نتيجة تسامحك خوفا على خسارة علاقتك بهذا المتمادي,او ما اعتبره السبب الاخطر وهو الامل الدائم في تغيير اطباع ذلك الشخص, و رغبتك بتشذيب اخلاقه السيئة، وهو في قمة استمتاعه في مشاهدتك تبذل قصارى جهدك في التمسك به واعطائه الفرص اللامنتهية، فضمانه لغفرانك يجعله يعتقد انك خائف منه من خسارته فيتفنن في ايذائك بكل الاشكال والذي بالضرورة و ان انكرت لن يعكس سوى الضرر النفسي واحيانا الجسدي بك وبكل المحيطين بك من المتضررين.
قد تسمع عبارات مثل العفو عند المقدرة و لكن السؤال هنا, هل سيضمن العفو توقف الظلم والاهانة و هل سيتوقف المسيء عن الاساءة و او لمتى ستحتمل؟ الاجابة تنبثق من واقعك,فأنت تعرف طبيعة من يهينك و يستبيحك، وهل هذا طبعه او انه تحت ضغط ( مع الاخد بعين الاعتبار ان هذا ليس عذرا لسوء المعاملة)، وما هي طبيعة علاقتك بهذا الشخص, الاجابة تملكها انت فالعقاب يجب ان يكون رادعا تحكمه دوافع هذا الشخص و ما يهدف اليه, و صلتك بهذا الشخص بمعنى ان كان ابن مثلا و يصعب عليك مقاطعته، فعليك بالمواجهة و العقاب لايقافه عن تصرفاته، خلاف كونه شخص لا يمكن التخلي عنه فأنت غير مجبر نهائيا بهذه الشخصية السامة ماصة الطاقة، ومن يقول غير ذلك دعهم يكونوا في موقفك و سترى وجوههم الملائكية تشع نارا، تعددت اساليب العقاب و انت الحاكم بأنسبها.
انت الخاسر دائما اذا سمحت بالأذى المتكرر,فالود المؤقت ما هو الا تعميق لمأساة صامتة، ففي بعض الاحيان حين تصل مواصيل اليأس ستكون انت المسؤول الاول والاخير فلا ينفع اللوم ولا لن يعود الوقت لاصلاح ما تهدم، وهنا استنجد ببيت شعر للشاعر السعودي بدر بن عبدالرحمن وهو" ولا اظن الامل ينجي حطام المركب الغرقان".