ماذا بعد زيارة الملك لأمريكا؟ وكيف نعزز الثقة بالدولة؟
د. م. محمد الدباس
24-07-2021 11:51 PM
عندما نُعَرف التاريخ فهو الحقبة الزمنية التي تُدَوِّن الأحداث فيه بحلوها ومُرّها... فهل دَوّنا الرؤيا الهاشمية لمسيرة الإصلاح السياسي للمنطقة بشكل عام وللأردن بشكل خاص؛ والتي قد ضَمِنَها الملك - وأقصد منهجية الإصلاح- قبيل زيارته لأمريكا ولقائه الرئيس بايدن؟
محليا وخارجيا؛ فقد عززت زيارة الملك لأمريكا كافة السبل المتاحة للنهوض بالأردن على الصعيدين الإقتصادي والمالي؛ وعززت من دور الأردن ومكانته (الجيوسياسية) في المنطقة كواحة للإستقرار رغما عن كافة الظروف المحيطة، وعززت من مكانته كراسم وشريك للسياسة في الشرق الوسط، وأثبت (الملك) لكافة الفرقاء أنّا كانوا، ولدول الجوار قاطبة بأن (الهاشميين) هم (صناع السياسة) في المنطقة؛ وأن كلمتهم المبنية على الدراسة والتجربة والحكمة هي دوما محط اهتمام الدول الأجنبية، وبالأخص ذات النفوذ السياسي والإقتصادي.
لقد جنى الملكُ للأردن تحديدا من خلال هذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس، استمرارية الدعم الأمريكي السنوي للأردن، ممثلا بدعم مباشر للخزينة العامة(Budget Support) بحوالي 1.275مليار دولار ، عدا عن قرابة 300 مليون دولار كمتفرقات دعم مباشر لمشاريع مختلفة، وتوقيع مذكرات تفاهم لزيادة دعم الخزينة بحوالي 1.65 مليار سنويا بدءً من العام القادم لسنوات قادمة، ومتفرقات دعم مباشر أخرى لمشاريع مختلفة تتجاوز حاجز ال 300 مليون دولار وكل ذلك لمحاولة التقليل من عجز الموازنة السنوية التي تتجاوز المليارين دولار سنويا.
الأردن بما حباه الله من مواهب متعددة، وإن كان قصير القامة في المجال الإقتصادي والمالي؛ إلا انه طويل الباع سياسيا. ولمن لا يعرف؛ فالسياسة تصنع الإقتصاد والمال، ومن مَلَك الكل ملك الجزء.
إرثنا السياسي في هذا البلد قوي البنية داخليا وخارجيا من ناحية القبول السياسي؛ الا أن مخاض خطط النهوض الإقتصادي ما زالت - وللأسف- تفتقد الي الرؤيا السليمة؛ فما زلنا بحاجة إلى خطط محكمة وأُناس من صناع قرارٍ يمتلكون الحكمة ويخافون الله في هذا الوطن لتعزيز مفهوم الثقة بالدولة.
نحن بحاجة في الأردن إلى خطة أو مشروع إقتصادي شمولي سريع، مُوازٍ للمسار السياسي التلقائي الذي يقوده الملك، ولتكن خطة محكمة فيها المزيد من المكاشفة والشفافية بعيدا عن التردد والإرتجاف؛ فلم يعد الوقت المتاح كافيا إلا لمزيد من الإصلاح، ومن لم يستطع ذلك فما عليه إلا الحياد، فالوطن للجميع والتأثير سلبا ام ايجابا هو أثر -لا محالة- طامٌّ وشاملٌ.
حمى الله الوطن والقائد وحماكم جميعا،،