لجنة الاصلاح: استقالات في الطريق
د. صفوت حدادين
24-07-2021 04:51 PM
الرأي العام مُنشغل بملاحقة منشورات أعضاء اللجنة الملكية للاصلاح و تعقب مصائر المثيرين للجدل منهم.
استقالة الرنتاوي فتحت شهية الرأي العام للتأثير في مسار الأحداث لكن الذي لا يعرفه كثيرون أن استقالات الرنتاوي و الخضرا جاءتا تماماً بمحض ارادتهما و لم تطلب منهم أي جهة ذلك بعكس الانطباع العام السائد.
العاصفة الجارية لا تترك مجالاً للشك أن كرة الثلج التي كبرت بسرعة قياسية في الحالتين لم تكن بمعزل عن أيادٍ غير بريئة استثمرت بعمق في مزاج الرأي العام لضخ موجات غبار كثيفة في وجه اللجنة التي أوشكت على انهاء مخرجاتها المتوقع وضعها على الطاولة الملكية مع نهاية الشهر القادم.
عدم ادراك بعض اعضاء اللجنة لعواقب اشتباكهم مع مواطن الجدل في المجتمع أشعل حرائق متلاحقة سيما و أن من استقالوا لم يكونوا حساسين لتوقيت مداخلاتهم و بنيتها و اضطروا لتوضيحات كان في بعضها تراجع عن قناعات لمحاولة الخروج من المأزق.
رئيس اللجنة الرفاعي، بحد ذاته موضع اهتمام قاسي من الرأي العام و كثيرون يسلطون على الرجل ضوء تجربته قبل عشر سنوات رغم أن التجربة الأولى حقبتها الزمنية و ظروف الربيع العربي حولها لا تجعلها منتجاً ناضجاً للحكم على جودته.
كثيرون لا يسعفهم الحكم المسبق على الرفاعي و مخرجات اللجنة للنظر إلى مخاطر فشل مهمة اللجنة أو حتى تشويه مخرجاتها بما تمثله من لحظة وطنية مهمة لفك الارتهان لبيئة سياسية مقيّدة.
كثيرون أيضاً يعتبرون أن اللجنة خففت الضغط عن الحكومة و مجلس النواب سيما و أن الأردنيين اعتبروا تكليف الرفاعي برئاستها يسبق تكليفه برئاسة الحكومة المقبلة.
حتى من يختلفون مع الرفاعي لا ينكرون أن الرجل جاهز لتولي مهمة رئاسة حكومة تعمل منذ اليوم الأول، لكن انطباعات الرأي العام تجعل المخاضات السياسية مؤلمة و تصعب مهمة رثي الرتق الذي يتسع في ثوب البلد يوماً بعد يومٍ.