«الخلطة السرية» في اسطنبول
ماهر ابو طير
09-06-2010 05:48 AM
يذهب الرئيس بشار الاسد الى "اسطنبول" وفي زيارة الرئيس مايشي بتعميد الحلف الجديد ، اطرافه "حماس" و"حزب الله" وسوريا وتركيا وايران وبعض الاجنحة في المؤسسة العراقية.
مع هؤلاء يأتي ايضا "الطالبان" في باكستان ، و"القاعدة" في دول عديدة ، وهما تنظيمين لهما صلات سرية عسكرية ومالية مع طهران ، ولهما دور كبير في ارباك الوجود الامريكي في العراق وافغانستان ، وتقاطع المصالح ، اسقط كل التفاصيل المذهبية والسياسية ، ويحشر واشنطن وتل ابيب في اصعب زاوية.
طهران التي تنبهت الى "العظمة التركية" لم تترك المشهد لاسطنبول ، فأعلنت عن استعدادها لارسال حرسها الثوري لحراسة القوافل التي ستذهب الى غزة ، وهي ايضا اعلنت عن سفينتين ستصلان بحر فلسطين ، خلال ايام ، وتولى حزب الله ذات المهمة في ماقاله السيد حسن نصر الله ، الذي احتفى بتركيا قبل ايام في خطابه ، امام العالم العربي ، احتفاء من له رصيد في الحرب على لبنان ، واذلال جند اسرائيل فيها.
السياسيون يقولون ان "المنافسة"ستنشب اظفارها بفعل فاعل ، في ظهر العلاقات بين اسطنبول وطهران ، لان لدينا انموذجين اقليميين ، لدول كبرى غير عربية ، احداها شيعية ، والثانية سنية لها وجودها التاريخي لاربعمئة عام في مشرق العرب ، ويقترب التوقع من باب الامنيات المسمومة ، وقد تكون "المفاجآة" بتشكل الحلف دون منافسة ، او تضاد ، حتى الان ، وهي اكبر عقدة قد يواجهها المعسكر"المعتدل" في العالم العربي ، وستقف مثل"شوكة سمك" في حلق كثيرين.
الدول العربية الكبرى انهار دورها كما يقولون ، ولن يكون بإمكانها استعادة هذا الدور ، لانها تؤمن للاسف الشديد ان العالم قادر على تفتيت المعسكر الجديد وتكسيره ، وهي مراهنة قد لاتكون بمحلها ، في ظل ظروف دولية جديدة تتشكل سياسيا واقتصاديا ، وتعيد انتاج الصراع ، ومستقبله ، وفقا لمقاسات جديدة ، بعد ان انتهى معسكر "الاعتدال" بالضربة القاضية من جهة ، وتوسع المعسكر الاخر.
السعي لتكسير الحلف الجديد ، سيكون كلمة السر خلال الفترة المقبلة ، فمن شجاعة الاكراد المفاجئة لمهاجمة تركيا ، مرورا بطيران اليونان الجائع الذي يتحرش بتركيا في بحر ايجه ، وصولا الى خنق ايران بسبب الملف النووي الايراني ، وبعثرة الملف العراقي فوق مافيه ، وصولا الى كل الاشكال الاخرى ، وعلينا ان ننتظر خلال الشهور المقبلة ، الرد الذي يطبخه عرب الاعتدال مع شركائهم ، والاغلب ان اسرائيل لن تمنحهم فرصة "الستيرة" امام شعوبهم.
المؤكد هنا ان كل اللعبة ستجري على اساس انتاج الصدام بين تركيا الاقليمية السنية وايران الاقليمية الشيعية ، وعلى اساس ادارة هذا الصدام سيتم السعي لتفتيت كل المعسكر ، وستتضح الدوافع في المشهد وهل ستجنح تفاصيل العلاقة بين طهران واسطنبول الى التحالف الحقيقي ، ام الاحلال والاستبدال ، بحيث تستثمر القوى الدولية اطلالة رأسين اقليميين ليكسر احدهما الاخر ، وتكون القصة ، هي قصة الخلاص من طهران ، لصالح اسطنبول ، مرحليا ، والاجابة ستأتي بها الايام المقبلة.
يشتهر الاتراك والايرانيون بمطبخهم اللذيذ ، واذا كانتا اسطنبول وطهران تشتغلان على "الخلطة السرية" اليوم لهذا التحالف بكل مافيه من تناقضات ، سياسية وعسكرية واقتصادية ومذهبية ، فأن المؤكد ان اسرائيل ومن معها ، بات همهم كبيرا ، امام هذا المشهد بكل تعقيداته الاقليمية والدولية.
الدليل ساطع ، على ان اسرائيل دخلت مدار نهايتها ، خصوصا ، اذا لم تفسد "الخلطة السرية"للتحالف الجديد لاي سبب كان ، واذا لم تنجح اسرائيل ومن معها في حرف البوصلة بحيث يتم استخدام انموذج "اسطنبول" للخلاص من انموذج "طهران"على اساس الاحلال المرحلي ، وهو هدف لايمكن الاستهانة به الفترة المقبلة.
يالغزة "العظيمة"حين تقول ان "القدس" تولد من جديد على شطآنها
الدستور