بات يتردد كثيراً هذه الأيام مصطلح "التنمر" الذي غدا ظاهرة يمارسها البعض - في الشارع أو المنزل أو مكان الدراسة: المدرسة أو الجامعة- أو في مكان العمل أو في وسائل التواصل الاجتماعي- ضد من هم أقل سلطة أو نفوذاً أو قوة.
إنه سلوك عدائي وعدواني بما يسببه من إيذاء لفظي وجسدي وعاطفي.
ولعلّ أكثر أنواع التنمر شيوعاً هو التنمر الذي يحدث في المدارس والجامعات وفِي أماكن العمل وفِي وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني الذي يستغل فيها البعض التكنولوجيا لإيذاء الآخرين بطريقة متعمدة ومتكررة من خلال مصادرة حرية الناس في التعبير عن رأيهم بطريقة حضارية أو من خلال قيام البعض باجتزاء نصوص مما يكتبه الآخرون ومحاولة تأليب الرأي العام حولها وغيرها من الأساليب الملتوية التي تنم عن الكراهية والحقد لدى أصحابها.
ومن أشد أنواع التنمر قسوة وإرهاباً هو التنمر السياسي؛ الذي تُمارس فيه دولة ما جبروتها وقوتها على شعب او دولة أضعف منها، فتسلب خيراتها ومقدراتها وحرية مواطنيها وكرامتهم .
إن علينا- مؤسسات وأفرادا - حماية أنفسنا ومجتمعنا - من تداعيات هذه الظاهرة السلبية التي باتت تؤرقنا جميعاً والتصدي لها، لتبقى إنسانية الإنسان هي القيمة الفضلى التي لا تعلوها قيمة مهما تسامت وعلت .
والله من وراء القصد