في آخر أيام الأضحى المبارك
أ.د. اسماعيل الزيود
23-07-2021 12:51 PM
حينما يُقرأ المكتوب في خارج سياقه الأصيل.
حينما يُوظف المكتوب لأغراض شخصية أو أجندة موجهة.
حينما تُجتزأ الأفكار فيضيع المعنى والهدف معًا.
حينما لا نناقش فكرا بل نوجه الفكر كسلعة حسب الطلب.
حينما نعتمد الاتجاه الواحد ونرفض الاستماع للآخر حتى وإن اختلفنا معه جوهريا.
حينما نكتب فقط ما يشتهيه الآخر ويقبله.
حينما تُعطى الأمور أكبر من حجمها الواقعي لتحقيق منفعة.
حينما يُقصف فلان والهدف تفجير عِلان.
حينما يُترك الأهم يبدأ عندها التصيد للهفوات والزلات.
حينما ندرك بأننا لا نملك القدرة على دحض الباطل بالحجة.
حينما ندرك بأننا مصرون على أن لا نقبل الاختلاف ونصر على الخلاف فنفرع الفكر من محتواه.
حينما نصر على أن يبقى المجتمع من لون واحد فيكون ذلك مدعاة لرفض الآخر ونبذه فتتسع الفجوة .
حينما ندرك بأنه من السهل إستفزازنا وأن لا قدرة لنا على إحداث نقاش علمي فكري مع من نختلف معهم في الفكر والرأي والايديولوجية وحتى في الدين والمذهب والإثنية والعرقية والطائفة لا بل حتى مع الثقافات الفرعية.
حينما ندرك بأن هذا مجتمع يجمع ما بين المع والضد وأن واقع تنوعه واختلافه حالة صحية وضمانة لضرورة نمائه وتطوره وتقدمه.
حينما تعلو الأصوات فلا يعني ذلك دومًا بأنك على حق فقد يتم تمييع القضية الأساس لقضايا أحادية.
كل ذلك مقدمة لأقول بأننا مجتمع التنوع الثقافي والاجتماعي والأيديولوجي وأن حل الاختلاف يكون بالنقاش وبالرأي والرأي الآخر وعلينا بتقبل من يختلف معنا فنقنعه أو يقنعنا أو نحترم قناعاته ويحترم رأينا بعيدا عن الشخصنة والإساءة
فالدين والإيمان بالعقيدة لا أظنهما بتلك الهشاشة فلا يذهبهما أو يغيرهما اختلاف بطرح أو وجهة نظر مغايرة.