غادرنا هكذا دون سابق انذار دون وداع دون ان نراه مذ ان حل الوباء اللعين على مجتمعنا رغما عنا هكذا انقطع من يومها الاتصال مع الاخ والزميل والصديق د احمد منكو الذي لم التقيه يوما سواء داخل مكتب سمو الامير الحسن بن طلال حفظه الله اثناء العمل او خارجه اقول لم التقيه الا وكان وجهه مبتسما ضاحكا يشع منه ضوء المحبة والاحترام والتقدير حيث كان رحمه الله يداعبني بالقول اهلا بدكتور التخدير وقد اخذها من اطلاق سيدي حسن على عبدالله كنعان حيث اعطاه صفة الدكتور المخدر وهذه لها حديث طويل يعرفه بعض الاخوة والاخوات الذين واياهم تشرفنا بالعمل بمعية سموه حفظه الله
نعم لم تكن قادرا ان تاخذ على د احمد سلوكا سلبيا او موضع نقد.
كان كثيرا ما يلجأ الي لاستشارتي في حل مشكلة من هاتفه او قرع باب منزله لقضاء حاجة لمعرفتهم انه يعمل بمعية سمو الامير كان د احمد ينقل لي طلب من احتاجه بطريقة لا تخلوا من الدعابة واللطف والادب
وهذا كان نابعا من اصالة تربيته في البيت وكيف لا ووالده رحمه الله ابراهيم منكو كان من الوطنيين الاحرار الذي سميت احدى سرايا المجاهدين في فلسطين باسمه فهو الذي مولها بكل ما تحتاجه من سلاح وعتاد.
نعم كان داحمد راقيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتطبيقا للقول انك اذا اردت معرفة شخص جيدا كن رفيقه في السفر تكتشف شخصيته
وفعلا ازدادت محبتنا لبعض عندما كنا معا في زيارات سمو الامير الى خارج الوطن.
كان احمد رحمه الله مدهشا في جلساته ... لم اشعر يوما انه في حالة توتر او عصبية في الوقت الذي كان الحال مع بعض الزملاء.
د.احمد كنت المس اخلاصك ووفاءك ومحبتك لسمو الأمير. تعمل لم تكن ترجو جزاءا ولا شكورا ... نعم كنت لطيف المعشر والروح.
هذه هي الحياة استقبال ووداع وفراق والفراق لمن تحب صعب والله لكنها قضاء الله ولا راد لقضائه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وانا وعائلتي نشارك الاهل والاحبة العزاء والمواساة نسال الله ان يجعل مثواك الجنة ولا نملك الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون البقاء لله وحده