إنّ المجتمع المتماسك القويّ يتكون من أفراد متحابين متعاونين يبحثون عن سُبل الخير والتنمية والعزة للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويُساهمون في الحداثة والنموّ والتطور.
وهذا المجتمع الأنموذج الذي نتحدث عنه أساسه العائلة والعشيرة التي تتكون من مجموعة من الأسر الصغيرة أو الممتدة، والتي أساسها الزوج والزوجة، ويرتبط فيهم الأقارب والأصدقاء وغيرهم من روابط العلاقات الإجتماعية التي تسعى إلى بناء المجتمع واستقراره وتعاون أفراده.
وتحدث أحياناً النزاعات أو تباين وجهات النظر بين أفراد المجتمع الواحد، إلّا أنّ تغليب صوت الحكمة ومنع الفتنة والوصول إلى نقاط الالتقاء هي الغاية الأسمى التي يجب أن نبحث عنها.
لا داع إطلاقاً للحقد والحسد والغيبة والنميمة، وعلينا البحث المستمر عن صلاح أنفسنا وأعمالنا، وعن الكيفية التي نقرّب بها النفوس بدلا من إبعادها، والطريقة التي تجمعنا بدلاً ممّا يفرقنا.
صلةُ الأرحام بوابةٌ للخير العظيم، والصدق منجاةٌ من أهوال الحقد الدفين، والتسامح والعفو صفات الحبّ الصادق المُبين.
وفي أيام العيد دعوةٌ صادقة لترك خلافات الماضي، والبدء من جديد بقلوب صافية صادقة محبة للخير، مُخلصة للّه عزّ وجلّ.
والذكيّ، من اعتبر بغيره، وتوقع نهاية حياته في كلّ يوم فعمل لما بعد الموت، و بالوقت ذاته ظنّ أنّه سيعيش مائة عام فساهم في التخطيط والتطور والبناء، بصدقٍ وأمانة.