جلالة الملك في البيت الابيض
ليث ماجد الحباشنة
21-07-2021 12:26 PM
بينما يستعد العالم العربي والاسلامي لإستقبال عيد الاضحى المبارك، كان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يشق طريقه نحو البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي بايدن، وذلك بعد العديد من اللقاءات مع قادة المنطقة، وحيث أن الزيارة تحمل في طياتها كثير من الأبعاد الدبلوماسية والتاريخية كونها الزيارة الأولى لزعيم عربي للبيت الأبيض منذ تولي الرئيس بايدن مهامه الدستورية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
تأتي زيارة الملك عبدالله في ظل أوضاع صعبة في المنطقة، وحيث عبر الرئيس بايدن في كلمته الموجهة لجلالة الملك أن جلالته لطالماً كان متواجداً لصالح الولايات المتحدة وعليه فإن الولايات المتحدة ستكون دوماً بصف الأردن، وحيث كان ضمن كلمة جلالة الملك الاشارة الى أن الاردن مستعد لمواجهة الصعوبات والتحديات مبدياً للرئيس بايدن استعداد الاردن لتقديم ما امكن للمنطقة والاقليم مضيفاً لنفسه استعداد الزعماء العرب لذلك، وبالتالي فإن مهمة جلالة الملك كانت عربية أردنية تتسم بثقة البيت الابيض بما يحمله جلالة الملك من تحديات وخطط تهدف لإعادة القطار العربي الى السكة بعد الوعكات التي عانت منها المنطقة وخصوصاً فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية التي تلقت كثير من الضربات والتهميش من القيادة الامريكية السابقة.
بدى واضح للمراقبين عن كثب أن علاقة وطيدة وتاريخية تجمع الرئيس الامريكي وجلالة الملك وتمتاز تلك العلاقة بالثقة والاحترام المتبادلين والرمزية، حيث أن علاقة الرئيس بايدن بدأت مع جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، وكما أبدى الرئيس بايدن ترحيبه بجلالة الملك وولي العهد فقد أبدى أيضاً قوة العلاقات الثنائية بين البلدين مشيراً لرغبته بتقديم المزيد من الدعم للمملكة الشابة التي تعيش في وسط ملتهب.
وتشير التحليلات أنه وعلى ضوء هذا اللقاء الفريد من نوعه فإن الأردن تستعيد مكانتها بالمنطقة تاركةً ورائها محاولات التهميش من القيادة الامريكية السابقة ومواجهةً لدول المنطقة التي كانت تمارس الضغوطات عليها خلال تلك الفترة، مما يبشر بتطورات قريبة ستكون لصالح الاردن والاردنيين.
من المتوقع انه وبعد عودة جلالة الملك أن وفود عربية مهمة ستبدأ بزيارات رسمية للمملكة، الأمر الذي سيثبت من خلاله الدور المحوري القادم للمملكة في ظل التطورات المقبلة التي ستشهدها المنطقة، كما يوحي اللقاء بأخبار إيجابية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي يوليها جلالة الملك إهتماماً في جميع لقاءاته وذلك ما اكده البيت الابيض في تصريح رسمي حول الزيارة حيث اكد على التزام الرئيس الامريكي بخيار حل الدولتين خلافاً لما تبنته الادارة الامريكية السابقة والمتمثل بصفقة القرن بالاضافة الى التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية في القدس.
لا يزال ضمن جدول جلالة الملك العديد من اللقاءات على المستويات العليا في الولايات المتحدة، مما سيدعم ويساند موقف الاردن داخل مؤسسات الحكم في الولايات المتحدة، وعلى ضوء تلك الاجتماعات ستصبح دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة على اطلاع بما تمر به المنطقة بشكل ادق مما سيؤثر ايجاباً على موقف الولايات المتحدة تجاه الاصلاحات القادمة والتي سيكون لجلالة الملك دور رئيسي وفعال فيها.
الزيارة ايجابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتحمل الكثير من الضمانات على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، فالاردن بدأت بتنفيذ خطة اصلاح داخلية شاملة تحمل في طياتها العديد من المحاور والتي من ضمنها تعزيز دور الشباب وترسيخ دور الاحزاب في الحياة السياسية والملف الاقتصادي الذي يعد الاهم بعد التداعيات الناتجة عن ازمة الكورونا.
يبقى التساؤل حول مدى تفهم الجهاز التنفيذي الاردني لمخرجات هذا اللقاء المهم ومدى جاهزيته للخروج عن المألوف والروتين والتغطية الجدية للخطط التي سيعود محملاً بها جلالة الملك لاستغلال هذه الفرصة الذهبية والنهوض بالاردن لموقع اكثر ثباتاً سياسياً واقتصادياً و اجتماعياً على الصعيد الاقليمي في ظل التعاون المعروض من الجانب الامريكي.