نعم أخي القارئ الأردني، ارفع رأسك فأنت أردني .. فهذا هو الشعور الذي يجب أن لا يفارقك ... فأينما وطئت، أو حللت، يأتيك مثل هذا الشعور ، ويلازمك، خاصة وأنت تخرج إلى العالم ، وتمثل الأردن في بلاد الدنيا..
راودني هذا الشعور وأحسست به عند مشاركتي ،وعزمي خوض انتخابات الاتحاد الدولي للصحفيين .. وخلال إعلان ترشيحي على أكثر من 300 مشارك، يمثلون أكثر من مئة دولة من دول العالم ، وأقدم نفسي إليهم بأني مرشحة الأردن .. فإن أول رد فعل يأتيك من المتلقي ، ابتسامة عريضة تظهر على محياه ، ويبادرك بالقول أن الأردن .. الملك عبدالله.
تدرك حينها أن جهود جلالة الملك عبدا لله الثاني، وهو يجوب العالم لتسويق الأردن، ليكون في مصاف الدول المتقدمة هي جهود متميزة ، وما يتبعها من سياسات ، تترك أثرا فاعلا ، بحيث يتذكرها الجميع بمجرد ذكر اسمها ، لترتبط ارتباطا وثيقا باسم جلاله الملك الذي يحمل همنا على كتفيه ، ويضع مصالح الأردن نصب عينيه ..ليبارك الله في هذه الجهود التي لم تذهب سدى.
وكم زادني الشعور بالفخر والاعتزاز بأنني امرأة أردنية .. وأنا أتحدث عن إنجازات المرأة في بلدي ، التي تجاوزت الصعاب بفضل السياسة الحكيمة التي جعلت منها امرأة تسهم في تحقيق التنمية ، وخاصة بعد أن استمعت إلى كلمات ممثلي العديد من الدول خلال المؤتمر ، التي تتزاحم فيها المشاكل التي تعيق المرأة من الوصول إلى المناصب العليا.
صحيح أن المرأة الأردنية تسعى وما زالت تسعى لبذل المزيد من الجهد والعمل والعطاء لإثبات قدراتها ،كما أن لديها الكفاءة للوصول إلى مراكز صنع القرار ،وبالرغم مما تواجهه من سياسات بعض الحكومات التي تحد من وصولها وما يحيطه من مناخ عام .. نجد بأن جلالة الملك هو الداعم الأول بصورة متناهية إلى المرأة الأردنية، وأن ما حققته كان بفضل جهود ودعم جلالته للمرأة ، مما انعكس ذلك على وجودها في مجلسي الأعيان والنواب وبين صفوف الوزراء وفي المجالس البلدية .. جميعها كانت مقرونة برغبة وإرادة ملكية ..
إنني أجد لزاما علي ومن تجربتي العملية، أن أوجه كلمة إلى المرأة التي عليها أن تتجاوز الصعاب، لأن انتخابات اتحاد الصحفيين العالميين أظهرت لي بوضوح ما تعانيه المرأة في مختلف بقاع العالم، وبالذات المرأة الصحافية من صعوبة في الطرح والإقناع والوصول إلى مواطن صنع القرار، إذ بلغت نسبة الصحفيات النساء اللواتي طرحن أنفسهن من كل دول العالم للانتخابات لا تتجاوز 5% من مجموع المرشحين، تمكنت ثلاث نساء فقط من الوصول إلى قائمة الفائزين، من دول العالم وهن من الأردن و الهند وكرواتيا.
..الأمر الذي دفع بالاتحاد الدولي للصحافيين ولضمان وصول النساء إلى اللجنة الإدارية والتنفيذية أن يطرح وبقوة فكرة ضرورة إيجاد كوتا نسائية ضمن لجانه .
.. لكن دعوني أقول بمرارة أن عدوى الخلافات العربية تسير معنا أينما كنا فلا يبادرون لدعم المرأة العربية ، لا بل يسعون إلى كبح جماحها ، ويدخلون في حبال النميمة والإشاعة والحقد حتى لا يكون لدولة عربية شأن على حساب الأخرى ، فيما نجد الأوروبيين والأفارقة يعملون بقلب واحد يتزاحمون على خدمة بعضهم البعض، ويشجعون ويؤازرون بعضهم ..طبعا ليس مثلنا .. بالضبط.
..أما الرجل الغربي، نجده يدعم المرأة بصورة أكبر من الرجل العربي، إلا أنهما يتفقان على رفضهما لها أن تتساوى معه أو ترتقي عنه ، والرجل الإعلامي العربي يستكثر على زميلته الإعلامية تواجدها في الصفوف الأمامية ..
وأقول للإعلاميين : لا تستكثروا علينا أن نتواجد في الصفوف الأمامية ، ولا تفعلوا بعكس ما تخط أقلامكم من المناداة بمزيد من الحقوق للمرأة، وأقول للزميلات الإعلاميات لا تصدقن كل ما تقرأن ونصف ما تشاهدن !!!
Jaradat63@yahoo.com