يلتقي اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني، عميد الحكام العرب، بالرئيس الأميركي جو بايدن، في لقاء يعتبر الأول لزعيم عربيّ مع الرئيس الأميركي المنتخب في يناير – كانون الثاني، الماضي.

هذا اللقاء يأتي اليوم حاملاً تطلعات الشرق الأوسط في بحث التحديات والقضايا التي تواجهها المنطقة، على المستوى السياسي، والأمني، والاقتصادي، وذلك باعتبار الأردن الشريك الأمني الرئيسي في المنطقة، والحليف للولايات المتحدة الأمريكية، وصاحب الدور الأبرز في عملية تعزيز السلام في المنطقة.

ولعل أحد أهم القضايا التي ستطرح على طاولة الحوار، هي القضية الفلسطينية، التي يحمل جلالة الملك مسؤولية الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، حيث سيبحث جلالة الملك مع نظيره الأميركي، الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وعمليات التهجير التي تمت ضمن النمو الاستيطاني، وقضية حل الدولتين.

حيث يحمل جلالة الملك، رؤية عملية لقضية السلام، تحافظ على حل الدولتين الذي توقف الحديث عنه عملياً بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، مما جعل مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني، والإسرائيلي، تتعثر.

يأتي ذلك بعد أن أشار جلالة الملك مؤخراً إلى أن هناك مؤامرة " كانت تُحاك لإضعاف الدولة الأردنية والقضية الفلسطينية، ولكن الأردن تمكّن من التصدي لها “، مما يؤكد حتمية وجود توافق في المصالح الأردنية – الأميركية، يتجسد بسعي الإدارة الأمريكية ضمن عمليات تعزيز دائرة الحلفاء، إلى دعم الدور السياسي للأردن، ودعم مواقف جلالة الملك، باعتبار الأردن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، في المنطقة، مما يعزز فرص تحقيق عملية السلام في الشرق الأوسط، ويتجسد بتمسك الأردن بأدواره الدبلوماسية، والسياسية الخارجية، في الدفاع عن القضية الفلسطينة، واعتبارها القضية المركزية للأردن، التي تكرس بها الجهود بتوجيهات ملكية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

كما يناقش جلالة الملك اليوم، الأزمة السورية، تجسيداً لرغبة الأردن في إيجاد حل عملي للأزمة السورية يضمن إيجاد تسوية سياسية، تمكن سوريا من العودة مجدداً إلى جامعة الدول العربية، ودمجها في مؤسسات العمل العربي المشترك.

ولا يغيب الحديث عن مشروع الشام الجديد، الذي يمثل نموذج إصلاحٍ سياسي، واقتصادي في المنطقة، حيث من المتوقع أن يكون المشروع أحد المحاور التي سيتم مناقشتها خلال اللقاء.

هذه القضايا وغيرها من القضايا التي سيتم طرحها ضمن اللقاء، جميعها تحمل بعداً قومياً عربياً، حمله جلالة الملك منذ سنوات طويلة سعى خلالها إلى تعزيز السلام في المنطقة، وتقديم مشاريع وحلول عملية تضمن إيجاد تسويات سياسية في الدول العربية التي تشهد صراعات سياسية.