أول أمس أحبطت محاولة انتحار من الحجم العائلي في اربد..بداية حاولت الزوجة ان تلقي بطفليها من على عمارة قرب مسجد اربد الكبير في محاولة للفت الانتباه..وعندما ألقى الأمن العام القبض عليها وقرر توقيفها للتحقيق معها حول دوافع الانتحار ..فاجأهم الزوج وصعد على رافعة في مستشفى الأميرة بسمة مهدداً بالانتحار هو الآخر(اذا لم يفرجوا عن ام العيال)..
الحمد لله انها انتهت عند ذلك الحد ..كنت اخشى..ان يصعد شقيق الرجل ويهدد بالانتحار اذا لم يفرجوا عن عائلة شقيقه، مما سيستفز «النسايب» فيقومون بالواجب أيضاَ..ويهددون بالانتحار تضامناً مع صهرهم قيد الانتحار، الأمر الذي قد يحرج الأقارب وأبناء العمومة..فيتسلّق كل مجموعة منهم برجا للانتحار ويتضامنون مع المنتحرين، وتقسم العمارات والمآذن حسب أفخاذ العشيرة الواحدة، جيرة «انتحارية» وسطوح «خليط وشريك» واخرى مفروزة لغايات حل القضية ..كذلك لن يتوانى الأصدقاء عن المشاركة ..حيث سيقوم الأوفياء بالتضامن مع المنتحر وعائلته الكريمة بالصعود الى عمارة متوسطة الارتفاع ويلوحون له من بعيد بما يفيد الحضور والمشاركة...ستنشأ علاقات عابرة فوق السطوح طناجر مقلوبة تتهادى بين المنتحرين، استقراض «رأس زهرة» من منتحر أعزب .. سلامات وتحايا ومجاملات، نفاس، طهور، نجاح، تخرج...وحياة طبيعية تمارس على ظهور الحيطان..أم قيد الانتحار «تليّف» طفلها العاري «الراغب بالانتحار»...بينما يقوم جار منتحر على السطح المقابل بقراءة الأعمال الكاملة لمظفر النوّاب.. دعوات على الأرجيلة، ونقاشات حول كأس العالم..»ستلايتات» قريبة وخزانات عامرة بالماء لغايات «فكّ وضوء» للمنتحرين.. علاقات حب، ووعود بالزواج على سنة الله ورسوله، وعقد قران في «بيت الدرج» يحضره لفيف من الأهل وأقارب العروسين المنتحرين..محلات سوبر ماركت ومخابز ومرشحون محتملون عن قطاع المنتحرين، ووعود بموت آمن ..وديوان خدمة مدنية ودائرة احوال وجوازات كل ذلك فوق السطوح..وحياة ستدور بحلوها ومرها تدور على جموع المنتحرين ستنسيهم لماذا قرروا الانتحار اصلاً..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)