سيدنا وخطابه السياسي المعتدل
أ.د. محمد ماجد الدخيل
18-07-2021 03:57 PM
يُمثّل خطاب جلالة الملك السياسي ثقافة الاعتدال والوسطية والتعايش السلمي، الذي يدعو العالم إلى تكاتف الجهود على كلمةٍ سواء، وهو لسان حال الشعوب العربية التي تتطلع إلى الرفاه والوئام والتعاون ونشر ثقافة العدل والتسامح والإنصاف أمام منصات عالمية مثل البيت الأبيض وساكنيه من جهة، وبرلمان الاتحاد الأوروبي والروسي من جهة أخرى.
فإنَّ خطاب جلالته المتنوع التوجهات والذي يصب في مصلحة الوطن والأمة العربية والإسلامية ، وبالتحديد القضية الفلسطينية التي تعد قضيةً مركزية للسياسة الأردنية ، وهي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي الذي دام أكثر من سبعين سنة ،والهاشميون – وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه-يصدح بصوت الحق والحقيقة في كل المحافل الدولية والعالمية ،ينشد من خلال خطاباته العدل والإنصاف للحق العربي على طاولة الحوار البنّاء الذي يعيد الحق لأصحابه.
إنّ لقاء جلالته والرئيس الأمريكي جو بايدن ، يعد هو اللقاء الرسمي الأول مع أول زعيم عربي مسلم ، وهو جلالته ، وهذا يدل على مكانة جلالته عالمياً ؛ولأنه يُمثّل الصوت السياسي المعتدل تارةً ، ولأنه يحمل رسائل سياسية عربية إلى الإدارة الأمريكية ،مضمونها حل المشاكل المزمنة لها بالتعاون مع الأُسرة الأمريكية والأسرة الأُممية تارةًأخرى .
ومن وضوح الأمر، أن جلالته يتحدث باسم العرب وقضاياهم ومشاكلهم وتحدياتهم ،فهو الأقدر على هذه المهمة ، وترتبطه علاقات صداقة مع جهات التأثير وقادة الرأي الأمريكي الذي يُشكّل الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكية.
كما أن جلالته سيعرض للشأن المحلي الأردني، وما يُعاينه من أزمات اقتصادية وسياسية نتيجة مواقف الأردن الثابتة إبّان حكم الإدارة الأمريكية السابقة ، فجلالته رفض متواليات صفقة القرن رفضاً تامّاً متمسكاً بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً يضمن عودة الحق لأصحابه ،فدفع الأردن نتيجة هذا الموقف الصلب أشياءً كثيرة ، ولولا مواقف جلالته لما استطاع الفلسطينون وحدهم الصمود أمام النوايا الأمريكية السابقة ،فكان لجلالته الدور الأكبر في الحيلولة من تحقيق مآرب تلك النوايا من خلال اتصالاته وتنقلاته ولقاءاته مع دول العالم المعتدل.
إنُ الخطاب السياسي الأردني بعد لقاء جلالته وجو بايدن وصاعداً سيتخطى ما كان سابقاً ، وأعتقد أن ستتغير نظرة الأمريكان لقضايا الوطن والأمة نحو الإيجاب ،ونحو تحقيق من يطلبه الأردن من جهة ، والعرب من جهة أخرى ؛لتصب في مصالح الوطن وأمته ، بفضل حنكة الاستراتيجية الأردنية ورعايتها للمصالح الوطنية والعربية ، وبفضل رؤى جلالته الثاقبة واستثمار علاقاته مع العالم ،لا سيما ، الولايات المتحدة الأمريكية ،ممثلةً بإدارتها الجديدة.