التبعية السياسية والاقتصادية
عبداللطيف الرشدان
18-07-2021 10:02 AM
الحرية والاستقلال والهوية الواضحة هي الشمس التي تضيء الطريق أمام الشعوب وهي القمر الذي ينير الدروب في الليالي الحالكات وهي الشخصية الفذة للأمم التي تسعى للحفاظ على كرامتها وتسعى لبناء ذاتها وإقامة مجدها وعزها وقوتها ومنعتها وهي السياج المنيع والحصن الحصين لعدم التدخل في شؤونها والتحكم في سياستها.
يعاني العالم العربي اليوم من التبعية الاقتصادية والثقافية وينبني على ذلك التبعية السياسية حتى فقدت الأمة هويتها وهدرت قدرتها على التحكم في زمام قضاياها واضحت مطية لكل راكب وسرجا لكل ممتطي ولم يعد هناك ضابط لقراراتها على الرغم من امتلاكها لمقومات القوة الاقتصادية والثقافية والسياسية ولكنها اختارت لنفسها هذا الطريق المظلم عندما خرجت عن ثقافتها وميراثها وحضارتها وارتمت في أحضان الغرب والشرق وتخلت عن مبادئها وقيمها وتراثها وعناصر قوتها وآلت على نفسها الذل والهوان.
وفي سبيل العروش وملء الكروش والتشبث بالسلطة المنقوصة اقتيدت هذه الأمة إلى مهاوي الردى والاستغراق في الفساد والبحث عن المصالح الشخصية وجمع الأموال وانحرفت عن طريق البناء واستغلال الموارد والحفاظ على الشخصية الوطنية الواحدة فقبلت الانقسام إلى دويلات ضعيفة مفككة ترزح تحت نير الاستعمار الجديد. ولعمري ان هذا الحال من صناعة من تحكموا في مصير هذه الامة واقتادوها إلى مراتع الذل والخنوع والاستسلام انصياعا إلى مصالحهم الضيقة وتخليهم عن المبادىء والقيم والأخلاق فاغرقوا هذه الأمة في الفساد والانشغال بالذات الضيقة وتخلوا عن عزة النفس والحرية والكبرياء.
لقد أصبحت الدول العربية هشة وضعيفة ومتنافرة وتقوقعت كل دولة على ذاتها وانصاعت إلى سياسات الغرب والشرق تتلقى التعليمات وتعمل بالمنهجيات المستوردة وان كانت على عكس قناعاتها وسعت إلى استرضاء الأسياد ولو على حساب كرامتها وضاعت الأوطان بعد أن زجوها في الخلافات والنزاعات وأفتعال الاحداث والصراعات الداخلية حتى تبقى سوقا لمنتجاتهم واسلحتهم المهترئة وافكارهم المضللة وحتى يبقى الضعف مسيطرا عليها وتقبع في ظلال التبعيه.
وسيبقى هذا الحال الذي لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا حتى تفوق من سباتها وتعود إلى رشدها وتمتلك إرادتها واستقلالية قرارها ولكن هيهات هيهات اذا لم تتوحد الجهود وتتوفر العزيمة والاراده.