ذكرى استشهاد الملك المؤسس
أمل محي الدين الكردي
18-07-2021 01:35 AM
مليكي عميد آل البيت من آل هاشم – اليه العلا والفضل والفخر ينسب اتخذتم عروشاً في القلوب منيعة – فليس لها وصف يقال ويكتب فلا زال ممدوداً علينا ظلالها - وانتم لنا عزم ورأي ومذهب اجتازت المملكة الاردنية الهاشمية هذه المحنة التي ارادها المجرمون من ان تدمر فيها وتفتك وتضطرب بحزم وسلام ،وأمن عام تشهد به هذه الحياة الطبيعية في ارجاء المملكة الحياة التي تعود سيرتها الاؤلى ملفحة بطابع الحزن والأسى العميقين ، وفاء لذكرى أحكم ملك عربي شهده الشرق منذ عهد الخلافة الاسلامية.
هذا البلد الذي الوفي تعامل في ثكله اليتيم الملتاع وجنح في مصابه الى حكم الاقدار وعاد الى قافلة الحياة رافعاً الوية الولاء للعرش الهاشمي وآل البيت.
في هذه الذكرى الحزينة نستذكر هذه الذكرى الأليمة التي استيقظ المغفور له كعادته وكان متهللاً مسروراً حتى انه داعب رجال حاشيته وقد دخل احد المرافقين يستأذن جلالته في دخول سماحة المفتي الشيخ حسام الدين افندي جار الله فغضب جلالته وقال .. كيف يستأذن المفتي وهو رجل دين ؟ ثم اصدر اوامره الكريمه بأن يزوره رجال الدين دون استئذان وبعد ذلك استقل جلالته السيارة لزيارة رام الله وكان الجو جميلاً فأمر السائق بمتابعة السفر الى نابلس لزيارة القصر الملكي العامر لا سيما وسمو الامير حسين في حينه كان في معيته والذي أحب جلالته ان يتيح لسمو الامير حسين هذه الفرصة وقد رجع جلالته مسروراً من الحفاوة التي اوجدها في زيارته ،وعاد جلالته الى القدس ليؤدي فريضة الحج فلما دخل جلالته استأذنه رجال حاشيته بأن يسيروا أمامه ولكنه رفض وقال أأكون في بيت الله وأخشى شيئاً! ولكن جلالته عاد الى الوراء قليلاً ثم اتجه بسرعة وهو يبتسم الى حيث وقف سدنة الحرم يرحبون بجلالته ويقبلون يديه ويدعون له بالنصر وكان رجال الحاشية يخلعون نعالهم على الباب وهنا تسلل المجرم الاثيم بين المصلين واتجه فوراً الى جلالته وصوب مسدسه الغادر اليه حيث وقع شهيداً وفي تلك اللحظة اطلق احد رجال الملك على الجاني النار فوقع قتيلاً وقد سارع الشيخ محمدامين الشنقيطي الى الجثمان في ثورة نفسية شديدة وطلب نقله الى المستشفى ونقل بعدها الى المطار لنقله الى عمان .وقد اتجهت القلوب الى الامير الشاب حسين الذي كان في معية جده والذي سافر الى عمان.وفي حينها قال مناحيم بيغن (كان عبد الله بن الحسين الطود الأشم الذي وقف طيلة السنوات الثلاث في وجه الجيش اليهودي صاداً اياه عن التقدم وضم بقية ارض اسرائيل غربي الاردن وشرقيه الى الدولة اليهودية ولما كان هذا الطود قد انهار فإن على الجيش اليهودي ان لا يضيع هذه الفرصة السانحة وان يحقق لدولة اسرائيل حدودها الطبيعية ).
هذا هو المغفور له الذي وقف امام ثلاث تيارات سياسية خطيرة هي تيار الاعتداء الصهيوني وتيار الاستعمار البريطاني وتيار السياسة العربية التي تقاوم كلا من التيارين .
وهذا القليل القليل الذي نستذكر به المغفور الملك المؤسس في ذكرى استشهاده تلك الكارثة التي اصابت الشرق العربي في حينه بقائده وربابة العقل الحكيم فلا حرج ان يفزع ويقلق ولا جناح عليه ان يبكى المغفور له.
في هذه الذكرى نقف ونستذكر محطات وحقائق مفصلية في تاريخ الامة العربية والاسلامية وحجم الدور الذي قام به الملك المؤسس في ظروف استثنائية فاستطاع أن يؤسس دولة حملت حلم الثورة وجابهت التحديات الصعبةوحققت المكتسبات والمنجزات الكبيرة والكثيرة اذ لم تكد تمر سنوات حتى بدأت الامارة الناشئةتحتل موقعها الاقليمي والدولي المؤثر ،ونستذكر الطموح القومي الذي عمل به فجسد أمل الأمة في الوحدة والتضامن والعمل العربي المشترك .
هذا البلد استظل بلواء البيت الهاشمي نحن أمة لنا في هدى البيت الهاشمي مصباحاً ينير سبيلنا الى الرشد ونرسم خطاهم ونعمل بهديهم ونرفع الوية الولاء لهم في هذا البلد وخيره في وحدته ومنعته.
في هذه الذكرى الهامة من حياة وتاريخ المملكة ونحن على ابواب مئوية اخرى علينا ان نعيد قراءة صفحات خالدة لوطننا وشعبنا وقيادتنا في تاريخ عظيم الذي سطر بدماء وتضحيات من اعمال عظيمة وما انجزء للبلوغ الاهداف وفي مسيرة متواصلة من جلالة الملك عبد الله الثاني من اجل الاردن العظيم رحم الله المغفور له الملك المؤسس وحفظ الله لنا جلالة الملك عبد الله الثاني والاردن بقعة أمن وأمان .