عزام الأحمد .. الجحود الممنهج والقافلة تسير
حازم الشرفات
17-07-2021 05:38 PM
لن نقول أن العطاء الأردني تجاه القضية الفلسطينية كخبز الشعير مأكول مذموم، ولن نكتفي هذه المرة بالترفع عن الرد على أناس لم نعهد فيهم الوفاء ليس تجاه الأردن الذي قدم الغالي والنفيس من أجل نصرة القضية وحسب وإنما أيضاً تجاه المبادئ التي وسمت النضال الفلسطيني في مقارعة الاحتلال والمزاودة الرديئة على مواقف الشرفاء تجاه القضية، والمكابرة الاستعراضية على حالة الضعف التي ترافق سعيه لزعامة منظمة التحرير الفلسطينية وطموحه لقيادة شعب صابر مرابط مناضل يعي أن النرجسية لا تصنع قادة ولا تخلق ارادة، ولا تخدم نضالات شعوب لتحرير أوطان من رجس الاحتلال البغيض.
آن الأوان لإسكات الأصوات النشاز التي أضرت بالقضية الفلسطينية ولجم نواياها الحاقدة التي أضحت في دائرة الشك في مدى الإخلاص لنضال الشعب الفلسطيني، وربما قد تصل إلى مساحات الفتنة أو التآمر أو العمالة للأعداء، فالساسة الذين ينكرون إسناد الغير لقضيتهم هم بالضرورة متآمرون عليها، وهم بالتأكيد يقفون في خندق الاحتلال ويحاولون صنع تحالفات مع قوى إقليمية أخرى لا تنطلي على أحد سيما وأن هؤلاء الذين يراد إشغالهم عن التنسيق مع الموقف الأردني هم أقرب بكثير إلى الأردن من نوايا هؤلاء المكشوفة البغيضة والمدانة.
الموقف الأردني تجاه صفقة القرن أكبر من أن يقيمه عزام الأحمد ومن في فلكه، والتنسيق الأردني الفلسطيني مع الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل التي تدرك نبل الموقف الاردني وأهميته أعمق من وصف الأحمد وبعض زبانيته، والأردن الذي حمل القضية الفلسطينية في عقله وقلبه وضميره في كل المحافل الدولية وقدمها على المصالح الوطنية الأردنية لا يستحق هذا الجحود والكراهية التي لم تبنى على أساس ، بل إن محاولات المجاملة السياسية من قبل بعض الساسة الأردنيين في الحوار مع هذا الجاحد هي في غير محلها ولا تليق بالكرامة الوطنية التي تستوجب حسم الموقف والنقاش مع هؤلاء؛ خدمة للقضية الفلسطينية قبل المشاعر الوطنية الأردنية التي احتملت اكثر مما تطيق.
نريد موقفاً معلناً من السلطة الوطنية الفلسطينية حول تصريحات عزام الأحمد وإدانة صريحة لا تقبل النقاش او التسويف او التأويل لتلك التصريحات وبعكس ذلك فإن الحكومة مدعوة لاتخاذ موقف سياسي واضح يحترم مواقف الدولة الاردنية وعلى رأسها جلالة الملك المفدى ويضع المواقف السياسية في نصابها الصحيح لأن الشعب الفلسطيني لم يكن وحيداً في مواجهة صفقة القرن، بل كان الموقف الأردني سنان الرمح في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودحر صفقة القرن بل كانت الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف هي الضمانة الحقيقية لمنع التهويد والمصادرة وتقسيم المسجد الأقصى.
عزام الأحمد ظاهرة صوتية لا أكثر، ولكنها تعكر صفو قيم النضال المشتركة والمواقف الثنائية التي تحرص عليها قيادة البلدين، والفقاعات التي يطلقها الأحمد بين الحين والآخر تستوجب موقفاً حازماً من القوى السياسية في الأردن وفلسطين. والأردن بقيادته وشعبه لا يمكن أبداً أن يتخلى عن القضية الفلسطينية ليس بسبب التاريخ المشترك وحسب، وإنما لأن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية هي مصلحة أردنية أيضاً تنسجم تماماً مع اللاءات الثلاث التي أطلقها عميد آل البيت وقائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
مواقف عزام الأحمد وتصريحاته الخرقاء لا تضر بالأردن ولا بمواقفه الاخوية الصلبة، ولكن بات من الواجب اجتثاث الذي يخرقون التضحيات المشتركة ويثقبون سفينة المقاومة الباسلة والإسناد الأمين سيما وان المؤامرات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني كبيرة وتستدعي الحذر ولجم مراهقي السياسة المتأخرة والمواقف العدمية التي لا تخدم سوى الاحتلال وأعوانه في كل مكان، وأما فلسطين وشعبها فسيبقى دائماً بين الرمش والعين، ولن يتقدم عليها سوى الأردن وقيادته. وعاشت فلسطين حرة نابذة لكل الجهلة والعملاء.
وحمى الله الأردن الحر العزيز المهاب المساند لفلسطين وشعبها رغم أنف العابثين والحاقدين، وحفظ الله شعبنا الطيب وقيادتنا الحكيمة سنان الرمح في نصرة الأقصى وفلسطين.