كن واحداًالنائب يسار خصاونة
17-07-2021 05:37 PM
كل إنسان منا يعيش في هذه الحياة وبداخله أكثر من شخص ، فالابن والوالد والزوج والموظف والجار والصديق ، ومع مرور الزمن تدخل هذه الشخصيات إلى كيانه مرة أخرى ، بصور جديدة ؛ وتحولات منتظرة أو غير منتظرة ، فيصبح الواحد منهم طبيباً أو مهندساً أو مسؤولاً أو وزيراً ، وعند ذلك علينا أن نُكثر من الحمد لله والشكر على فضله ، وأن نبقى محتفظين بهويتنا الإنسانية الأولى ، وفطرتنا السليمة ، حتى لا نتلوث وتبقى كل شخصية فينا طاهرة ونقية ولا تتغير ، فنحن حين نرزق بمولود جديد نشعر أنه أضاف إلي حياتنا الفرحة والأمل ، ووضعنا أمام مسؤولية الخوف علية لحمايته ، والسعي بكل جهد وجد ومثابرة لتنشئته نشأة صالحة ، وتوفير سبل العيش الكريم له ، وإقالة أي عثرة قد تصادفه ، أو خطأ يرتكبه ، وبقناعة ما نبرره لأبنائنا وانفسنا ، فالإنسان يخطيء ويصيب ، ويحتاج الى العفو والمغفرة ، ضمن علاقة إنسانية مسؤولة ، تستوجب السعى الصادق من المسؤول لتنفيذ ما أُوكلَ اليه من دور لمعالجة الأخطاء ، وما يصيب الوطن ، وكما هو الدور الذي يقوم به الطبيب في معالجة المريض ، و علينا في كل مواقع المسؤولية قضاة كنا أورجال دولة ودين ، أن ننظر إلى أبناء وطننا كأبنائنا الذين تناسلوا من أصلابنا ، نحبهم ، ونرعاهم ونخاف عليهم ، وان لا نفرق بينهم وبين أحد ، وأن نكون بحجم المسؤولية والأمانة تجاههم ، ملتزمين بما قاله رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام : "لا يؤمن احكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وما يحبه الإنسان لبيته وأهله ، يجب عليه ان يحبه لوطنه ، غير أن البعض ممن تسلموا المراكز العليا قد إنسلخوا عن جذورهم وانسانيتهم وتحولوا من آدميتهم إلى كائنات عصية على البشر ، فخانوا انفسهم ولم يراعوا في اهلهم ووطنهم إلاّ ولا ذمة ، مع أن هذه الشخصيات هي التي كانت بداخلهم يوما وهي التي صنعتهم ، لكنهم نسوا الأبوّة والبنوّة والأخوّة وحماية الجار ، غافلين أن الله لهم بالمرصاد ، فحين يستقيلون من المراكز والمناصب ، فإن الشخصيات الطاهرة التي عاشوا بداخلها ولم يحافظوا على كينونتهم بها ، فقطعوا الحبل السري بعلاقتنا معها ، وخرجوا منها إلى حيث لا رجعة بعد أن أخذتهم العزة بالنفس وبالإثم ، وأعماهم الكِبر ، واضلتهم الدنيا ، فلا مستقبل لهم سوى الفراغ والصمت ، ليموتوا وحدهم ، وهم يحلمون بعصا السلطة وبريقها الآخاذ ، وسحر الكرسي ؛ الذي لايُنسي سوى الموتورين ، والمتعجرفين الصغار ، الذين ما أن ينهش الكرسي احدهم حتى يصبح من مساعير السلطة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة